ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







على حافة المدنية : ظهور واضمحلال القرى الزراعية في سهل البطانة " شرق السودان "

المصدر: ندوة المدينة في الوطن العربي في ضوء الاكتشافات الآثارية - النشأة والتطور
الناشر: مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية
المؤلف الرئيسي: علي، عباس سيد أحمد محمد (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2008
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية - السعودية
التاريخ الهجري: 1429
الصفحات: 65 - 76
رقم MD: 514910
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

12

حفظ في:
المستخلص: حتى وقت قريب، كانت التنقيبات الآثارية في السودان قاصرة على ضفتي النيل، في وقت، عدت فيه المناطق، إلى الشرق والغرب منه، مناطق هامشية؛ كان من بينها سهل البطانة الممتد بين النيل الأوسط والهضبة الأثيوبية، حيث ازدهرت أقدم مدنيتين عرفتهما أفريقيا، جنوبي الصحراء: كوش واكسوم. في هذا السهل كشفت بعثة سودانية – أمريكية مشتركة، ضمت كاتب هذا البحث وآخرين، عن مجموعة من مستوطنات العصر الحجري الحديث، كان من بينها مواقع معسكرات صغيرة، ارتكزت على ضفاف الأنهار الموسمية وشبه الموسمية، في الفترة التي سبقت نهاية الألف الخامس ق. م. وخلال الآلف الرابع ق. م. حدث تحول هائل في أنماط التكيف وحجم المستوطنات ومواضعها، إذ انتقلت هذه المستوطنات إلى السهل، بعيداً عن الأنهار، ووصل الامتداد الأفقي لكل واحدة من 10 إلى 12 هكتاراً، بتراكم طبقي، يصل إلى مترين. وقد عرف ساكنو هذه المستوطنات الزراعة والاستئناس وطوروا أنواعا من الفخار ومارسوا التبادل التجاري مع المناطق المجاورة، وشملت مصنوعاتهم أدوات الزينة والمطارق والفؤوس المصقولة. بذلك المستوى الحضاري فاقت وصيفاتها في مرحلة ما قبل الأسرات (البداري، نقادة) في شمال الوادي. وفي نحو منتصف الألف الثالث ق. م، في وقت، كان من الطبيعي أن تتطور هذه المستوطنات إلى مدن ومراكز حضارية وتقفز إلى مرحلة المدنية، كما حدث في مصر، أو تصل تأثيراتها إلى النيل الأوسط، كما هو في مستوطنات شرقي الصحراء، اضمحلت تلك المستوطنات وتلاشى ثراؤها المادي، لأسباب لا تزال مجهولة. لا تزال مجهولة. تبحث هذه الورقة في العوامل، التي أدت إلى ظهور هذه القرى الزراعية، وتحولاتها وإلى الاضمحلال المفاجئ واختفاء إرثها الحضاري من المسرح الجغرافي كله، كما تحاول الورقة، تسليط الضوء على فرضية المكان المركز، وفرضيات أخرى خاصة بظهور المدن.

Till recently the focus of archaeological activities in the Sudan was confined to the banks of the Nile. The areas to the east and west were considered marginal. Among these were the Butana Plain, covering a vast area between the Central Nile and the Ethiopian Highlands, the two homelands of the earliest civilizations in Africa south of the Sahara, Kush and Axum. In this Plain a joint Sudanese-American team conducted a survey which resulted in the recovery of a number of Neolithic settlements, some of which dated back to a time before the end of the 5th millennium B.C. The settlements were small camps situated along the seasonal rivers with material sharing general similarities with others on the main Nile. By the 4th millennium B.C. there was a marked shift in the adaptive patterns and location of these villages, with 10-12 hectares in coverage and 2m. of stratigraphy; a size twice as large as their counterparts in Egypt (Badari and Nagada) . These large villages had domesticated livestock, storage of cereals, well developed ceramics and trade in luxury goods. By the middle of the 3rd millennium B. C., when the villages were supposed to develop into cities and centres and to emerge into civilization similar to those of Predynastic Egypt; or otherwise influence the Central Nile as those of the Eastern Sahara, they collapsed. This paper attempts to look into the factors responsible for the rapid growth and curious demise of these settlements and to shed light on the "Central Place Theory" and others, with regard to the rise of cities.