520 |
|
|
|a جال البحث في شخصية المحدث الناقد النظار أبي الحسن ابن القطان الكتامي الفاسي نزيل مراكش من عدوة المغرب الأقصى في جانب من فكرة وإسهامه في بناء مناهج البحث في العلوم الإسلامية؛ من خلال منهجية الاستقراء, وفي المسلك الذي اختاره لحصر الأحكام العقدية العلمية التي أجمع عليها المتقدمون من أهل السنة. وقصد البحث تحقيق النظر بقدر في إسهام هذا الفقيه النظار المغربي في تقديم بعض معالم التفكير الفقهي الأصولي بالجهة الغربية من الأمة الإسلامية, فكشف اللثام عن علميته العقدية, وجودة مادته الإجماعية , وإن كانت مقدمة قليلة, لكنها إذا ما وزنت في جدتها ببقية المادة الفروعية لكتابة الإقناع ظهر للبصير في هذا الميدان: أنها ليست عليلة. واجتهد البحث في إبراز قيمة دليل الإجماع عند علماء العقيدة المتسننين, ومدى قوة الحجية فيه للاستدلال على هذه الأحكام الأصولية, وأشار إلى وجود اختلاف في هذا المفهوم بين علماء الملة. وقدم البحث نموذج عالم بصير بفن النقد الحديثي درس أحكام العقيدة من خلال الإجماعات التي استقرأها, وأضاف إلى مدرسة أهل الحديث بخصوص, وإلى بقية مدارس علماء السنة فقها جديرا بالنظر؛ حيث زواج بين منهجين في عرض القضايا العقدية, بما من شأنه الإفصاح عن واقع علمي عاشه المغرب في عهد الدولة الموحدية على مستوى الدرس العقدي, سمح لهذا العالم بتقرير رأي في مسائل العقيدة, يخالف المذهب الرسمي للدولة المغربية التومرتية وقتئذ بدون أن يجد نكيرا أو رفضا, رغم ما نعلمه من حساسية الشأن العقدي في هذا العصر. وقصد البحث إلى تقرير قضية كلية في تفكير هذا العلم المغربي ابن القطان: وهي معالم البناء المنهجي الذي التزمه في استقراء الإجماعات بما اعتراه من تجاوز أو خطأ, وقضية أخرى جزئية هي: أن ابن القطان المغربي جمع بين مدرستين في التفكير العقدي داخل أهل السنة؛ اتجاه يعتني بالنص والنقل في تقرير أصل العقيدة, واتجاه ثان يصر على حضور الاستدلال العقلي كأصل في الاعتبار دون التخلص من تعظيم النص من الوحي, وقيمته في تأسيس العقيدة, فأوشك البحث أن يزعم بأن هذا الاتحاد في المنهجين داخل مذهب أهل السنة من خصائص الدرس العقدي بالمغرب. ودعا هذا البحث أخيرا بعد الإضاءة التي سلطها على منهجية ابن القطان في استقراء قضايا العقيدة عند أهل السنة ببلاد المغرب إلى الهمس في أذن القائمين على مركز ابن القطان الجهة الراعية= بوضع برنامج بحثي لإنجاز دراسة مستقلة تفصل في الآراء العقدية لابن القطان من خلال مقدمته لكتاب الإقناع ومن إشارات متفرقة في بقية مصنفاته. ولا يرى البحث نفسه بعيدا عن إصابة الحق في كونه يكشف لأول مرة في الدراسات المعاصرة عن ذهنية جديدة ببلاد المغرب, ناقشت مسائل العقيدة الإسلامية بجميع أبوابها في مقدمة اعتاد المغاربة والمالكية على الاستفادة من تسخيرها لإبراز قيمة ترسيخ المعتقد السني السديد في نفوس الأبناء الناشئة في أمة بجهة المغرب, أضافت إلى مناهج البحث والنظر في التاريخ الإسلامي جهودا كانت وستظل مفخرة عز واعتزاز ... والسلام مسك الختام ..
|