المصدر: | أعمال ندوة امحمد بن سليمان السملالي الجزولي رائد التجديد الصوفي في مغرب القرن التاسع الهجري |
---|---|
الناشر: | كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير |
المؤلف الرئيسي: | كريم، الجيلالي (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2012
|
مكان انعقاد المؤتمر: | كردوس |
الهيئة المسؤولة: | كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، جامعة ابن زهر |
الشهر: | مارس |
الصفحات: | 73 - 89 |
رقم MD: | 515683 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لقد بلور الإمام الجزولي مشروعا إصلاحيا متكاملا كان له دور كبير جدا، ليس فقط في إعادة تنظيم التيار الصوفي بالمغرب، وإنما في تكريس الهيمنة المطلقة للتصوف الشاذلي على باقي التيارات الصوفية الأخرى، ومن ثم الحفاظ على الطابع الوحدوي للتصوف المغربي -على الأقل - طيلة القرن التاسع الهجري وبداية القرن الموالي. ويمكن أن نرجع نجاح هذا المشروع إلى التوجه السني الوسطي الذي اختاره هذا القطب، والمتمثل في اهتمامه بالتوازن بين الشريعة والحقيقة، وعدم تغليب طرف على آخر، ثم إلى واقعية مشروعه، والتي جسدها في تركيزه على الجانب التطبيقي في التصوف المتعلق بالتربية والتلقين، دون التركيز على الجانب التنظيري الفلسفى، هذا بالإضافة إلى التلاقح الموفق الذي قام به بين تعاليم الشاذلية والطقوس المغربية في التربية والمتمثلة أساسا في التنظيم الطائفي، وفي بعض الشعائر المحلية التى كانت سائدة عند أرباب هذا الفن في المغرب، كمسائل التوبة والتقصيص، والخلوة، والصيام. وقد تمكن الإمام الجزولي من خلال هذا المزج الصوفي بين الشاذلية والتقاليد الصوفية المغربية أن يعطي للشاذلية طابعها المغربي الصرف، وبناء عليه، وانطلاقا من هذا المعطى، يمكن أن نعتبر الطريقة الجزولية طريقة تأسيسية، لكن إذا أخذنا بعين الاعتبار السند الروحي الشاذلي لشيخها أمكننا اعتبار الجزولية تجديدا للشاذلية وتطويرا لها. وقد استطاع هذا التجديد الجزولي المشفوع بنوع من الإبداع أن يحيي الشاذلية التي كان نجمها قد آذن بالأفول في بلاد المغرب، بل إنه استطاع أن يجعلها من جديد تتربع على عرش الزعامة الصوفية في المغرب، وأن يضمن لها الاستمرار والسطوة على باقي الطرق داخل المشهد الصوفي المغربي إلى منتصف القرن العاشر، قبل أن يعرف الأسلوب الصوفي الذي رسمه بعض التزعزع، حيث عرفت الشاذلية ابتداء من أواخر القرن 10ه/16م بعض التراجع، ذلك أن مشايخ هذه الفترة بالرغم من كونهم شاذليين كانت لهم من عنديتهم إضافات أعطاها أتباعهم الأولوية والأسبقية على حساب الأصول، مما مهد لظهور طوائف وطرق أخرى أكثر إبداعا على مستوى الممارسة الصوفية، كان لها الفضل في رسم معالم مرحلة جديدة في التصوف المغربي أكثر غنى وثراء وتنوعا. |
---|