المصدر: | مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية |
---|---|
الناشر: | مركز جيل البحث العلمي |
المؤلف الرئيسي: | ابن عمر، المنجي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الشهر: | آذار / مارس |
الصفحات: | 61 - 78 |
DOI: |
10.12816/0004328 |
ISSN: |
2311-519X |
رقم MD: | 525443 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لقد بحثْنا في رواية "عزازيل" ليوسف زيدان عن رمزيَّةِ الشّيطانِ ، هذا الرّمزُ الدّينيُّ المُتَعلِّقُ بالشرِّ حضورًا وغيابًا . فهو مُبرِّرُه في كلِّ الأزمنةِ وعند جُلِّ الشّعــوبِ . وقد تَجلَّى فِعْلُهُ في هيبا : الرّاوي/الإنسان ، الذي يُدوِّنُ سيرةَ صِراعِهِ مع الشرِّ (عزازيل) ، مُصوِّرًا أطْــوارَ رحْلةٍ ملحميَّةٍ يَخوضُها كلُّ إنسانٍ في هذا الكونِ منذ بدْءِ وعْيهِ الوُجـودَ . فالشرُّ قيمةٌ أخلاقيَّةٌ نُدْرِكُها من خلال نقيضها الخيْر ، تمامًا، كتصوّرِنا لصِلَةِ الله بالشّيطان . وقد مثَّلَ عزازيل في هذا الخِطاب الرِّوائيِّ رمزًا صريحًا للشرِّ ، فحُضـورُه فاعلاً سرديّا في أحداثِ الرّوايةِ موصُـولٌ بحُضورِ هيبا في السّرْدِ طرَفًا في نَسَقِ سيْر الأحداثِ المَرْويَّةِ . أمّا غِيابه ، فيَبْرزُ من خلال دورِ هيبا الواصِفِ للمشاهِدِ غير المشارِكِ ، فعليًّا ، فيها : مشهد اغتيال هيباتيا ، مثلاً ، أو مشهدِ مقتل والدهِ...إذن، هيبا وعزازيل مُتلازِمانِ في الرّوايةِ ، بهما خرجَ النصّ إلى الوُجودِ . ألمْ يُقْنعْ عزازيل هيبا بلُزومِ تدْوينِ سيرتِه ، كيْ تَظلَّ شاهِدًا على وقَائعَ تاريخيّةٍ مؤثِّرةٍ عايَشَها ..؟؟ ينتهي بنا تأويلُ رمزِ الشرِّ في رواية "عزازيل" إلى جُملَةٍ من النّتائجِ يُمكنُ أنْ نُجْمِلها في أربعِ نقاطٍ : أوّلها ارْتِباطُ الشرِّ بالعقوبةِ التي تعرّضَ إليها آدمُ بسببِ إغواءِ الشيطان لقرينِهِ حوّاء عبر حثّها على ارتكابِ المحْظورِ الدّينيِّ ، فالشرُّ ، إذن ، مُتأصِّلٌ في الكونِ . أمّا ثانيها ، فيتمثّلُ في صِلَةِ الإنسانِ بالشرِّ ، إذ أنّ الشرَّ فِعْلٌ إراديٌّ يمتلكُ ناصِيَتَه الإنسان ، فهو مصدَرُهُ وضحيّتُهُ ، ولا شيطانَ إلاّ شيطانُ النّفسِ الأمَّارةِ بالسّوءِ . وأمّا ثالثها ، فيظهرُ في علاقةِ الشرِّ بالمرأةِ التي كانت سببًا في سُقوطِ آدم من جنّتهِ ، وسُقوطِ هيبا من نعيمِ اليَقينِ ونِعْمةِ الاطمئنانِ . والنّتيجةُ الرّابعةُ ، فنزْعمُ أنّها الأهمّ ، وتتعلّقُ بماهيّةِ رمز الشرِّ عزازيل ، كما يَجْلُو في الرّوايةِ : هل هو نحن ، أمْ هو غيرُنا ؟.. هل هو الإنسان المُريدُ ، المُدْرِكُ لأفعاله ؟..أم هو الملاكُ المُتسلِّطُ/المُتحكِّمُ في أفعالِ البشرِ ؟؟.. ومهْما يكُنْ "عزازيل" ، فإنَّ الرّوايةَ أضحت به أثَرًا فنيًّا ، تُمْتِعُ بسحرِ خيالِ مبْدِعِها ، وتُثيرُ الفكرَ بما تَكْتَنِزُ به من معارِفَ تشْهدُ بثراءِ زادِ مؤَلِّفِها . |
---|---|
ISSN: |
2311-519X |