المستخلص: |
يأتي كل من الرؤيا ،الحلم والموت في الشعر المعاصر بما يمنح لحداثيته مفهوما جديدا يحرره من الرؤية العادية للعالم، ويحول الشاعرَ ذاتَه من شاعر الوجدان والانفعال إلى شاعر الفعل والنبوة، فكل من الرؤيا، الحلم والموت له خصوصية الحدوث بعيدا عن الحس والحضور بعفوية خاصة، لكن انتفاء شرط الإدراك بالحواس المتعلقة بالظاهر لا يعني الانفصال المطلق عنه. وهذا ما يجعل هذه العوامل تنجذب بحركة نافرة نحو التصوف للتحرر من الاشتغال الاعتباطي في فراغ القصدية الناجم عن السيرورة غير الواعية للذات في متاهة الوجود، وتتصل بعالم التمثلات والأفكار كونه -التصوف- من يمنحها -الذات- القدرة على الامتداد برزخا بين غيبيتها وشهوديتها، امتدادا يعينها على إدراك الأشياء في وجودها الأول ما قبل الذهني وما قبل الحسي أيضا، بل في انتمائها لمستوى الوجود السابق في حضرة الخيال ومسايرة تحولها إلى حسيتها.
|