المستخلص: |
إن الحديث في موضوع المعلم طويل ومتكرر, لأهميته القصوى في كل زمان ومكان , إذ يُعتبر المعلم عنصراً أساسياً في المنظومة التربوية المعاصرة , تتمحور حوله كل الأهداف والنشاطات , وهكذا صار المعلم ضرورة يستحيل الاستغناء عنها , ولا يمكن تحقيق أي تعلم في حالة غيابه . وعلى الرغم من ذلك ؛ يواجه المعلمون مستويات مرتفعة من الضغوط النفسية , حيث تزداد الضغوط النفسية في عصرنا الحالي ( والذي يوصف بأنه عصر الضغوط النفسية ) , نظراً لسرعة التغيير وتعقد العلاقات الاجتماعية وظهور التقنيات الحديثة , والتي يمكن أن تؤثر على لياقتهم البدنية والوجدانية وكفاءتهم المهنية . ولذا أصبح دراسة العلاقة بين الضغوط النفسية والكفاءة المهنية لدى المعلمين من الموضوعات الجديرة بالاهتمام . مشكلة الدراسة : نبعت مشكلة الدراسة من خلال عمل الباحث كمدرس في أحد المعاهد الإعدادية الثانوية الأزهرية ، وملاحظة بعض المظاهر النفسية السلبية كالإحباط والقلق والاكتئاب والملل , وتدنى مستوى أداء بعض المعلمين ، وحديثهم اليومي عن معاناتهم للكثير من الأعباء المهنية والاقتصادية والاجتماعية , مما تسبب لهم مستويات مختلفة من الضغوط النفسية , والتي قد يكون لها علاقة بصحتهم النفسية والبدنية وكفاءتهم المهنية . حيث تتمثل مشكلة الدراسة في التعرف على مظاهر الضغوط النفسية ومكونات الكفاءة المهنية لدي معلمي المعاهد الإعدادية الثانوية الأزهرية , ومعرفة طبيعة العلاقة بين الضغوط النفسية والكفاءة المهنية , مع إمكانية التنبؤ بالكفاءة المهنية من خلال يعض مظاهر الضغوط النفسية , والكشف عن احتمال وجود فروق دالة بين متوسطات درجات المعلمين على مقياسي مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية ترجع إلى : الخبرة – النوع – نوع المعهد – التخصص . أهداف الدراسة : 1- استخلاص أهم متغيرات مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية لدى معلمي المعاهد الإعدادية الثانوية الأزهرية . 2- الكشف عن طبيعة العلاقة بين مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية لدى معلمي المعاهد الأزهرية . 3- الكشف عن إمكانية التنبؤ بمستوى الكفاءة المهنية من خلال بعض مظاهر الضغوط النفسية لدى معلمي المعاهد الأزهرية . 4- الكشف عن طبيعة الفروق بين متوسطات درجات معلمي المعاهد الأزهرية على مقياسي مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية تبعاً للمتغيرات الآتية : الخبرة ( أقل من عشر سنوات – عشر سنوات فأكثر ) – النوع ( ذكر – أنثى ) – نوع المعهد ( عادي - نموذجي ) - التخصص ( مواد شرعية – لغة عربية - مواد ثقافية ) فروض الدراسة : 1. توجد علاقة ارتباطيه سالبة دالة إحصائياً بين درجات معلمي المعاهد الأزهرية على مقياسي مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية 2. يمكن التنبؤ بمستوى الكفاءة المهنية لدى المعلمين تنبؤاً دالاً إحصائياً من خلال بعض مظاهر الضغوط النفسية . 3. توجد فروق دالة إحصائياَ بين متوسطات درجات المعلمين الأقل خبرة والأكثر خبرة على مقياس مظاهر الضغوط النفسية في اتجاه المعلمين الأقل خبرة . 4. توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات المعلمين الأقل خبرة والأكثر خبرة على مقياس الكفاءة المهنية لصالح المعلمين الأكثر خبرة . 5. لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات معلمي المعاهد الأزهرية على مقياسي مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية ترجع إلى متغيرات : النوع , نوع المعهد , التخصص . إجراءات الدراسة : أ - العينة : أُجريت الدراسة الاستطلاعية على ( 70 ) فرداً , منهم ( 50 ) معلماً بالمعاهد الإعدادية الثانوية الأزهرية و ( 20 ) من الموجهين وشيوخ المعاهد , أما عينة الدراسة الأصلية فبلغت ( 200 ) معلم بالمعاهد الإعدادية الثانوية الأزهرية , تم اختيارهم بطريقة عشوائية طبقية تمثل مُتغيرات الآتية : أ- الخبرة : ( 77 ) معلماً مدة خبرته أقل من عشر سنوات , (123 ) معلماً مدة خبرته عشر سنوات فأكثر . ب- النوع : ( 116) ذكراً , ( 84 ) أنثى . ج- نوع المعهد : (151 ) معلماً بالمعاهد العادية , (49 ) معلماً بالمعاهد النموذجية . د- التخصص : ( 55) معلماً للمواد الشرعية , ( 51 ) معلماً للغة العربية , (94) معلماً للمواد الثقافية ( اللغة الإنجليزية – العلوم - الرياضيات – الدراسات الاجتماعية) ب – الأدوات : استخدمت الدراسة الأدوات الآتية : - مقياس مظاهر الضغوط النفسية للمعلم . إعداد الباحث - مقياس الكفاءة المهنية للمعلم . إعداد مدحت الفقي ( 1997 ) ج - الأساليب الإحصائية : 1. معامل ارتباط بيرسون . 2. اختبار ت ( T. Test ) . 3. تحليل التباين . 4. تحليل الانحدار . نتائج الدراسة : 1. وجود علاقة ارتباطيه سالبة دالة إحصائياً بين درجات معلمي المعاهد الأزهرية على مقياسي مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية , وكذلك بين درجات كل الأبعاد الفرعية للمقياسين , عدا بُعد القلق وكل من : المظهر العام والنمو المهني , الاكتئاب والمظهر العام , انخفاض تقدير الذات وكل من : الضبط الانفعالي , إدارة الفصل , توجيه التلاميذ والمهارات التدريسية . 2. يمكن التنبؤ بمستوى الكفاءة المهنية لدى المعلمين تنبؤاً دالاً إحصائياً من خلال بعض مظاهر الضغوط النفسية . 3. وجود فروق دالة عند مستوى 0.01 بين متوسطات درجات المعلمين الأقل خبرة والأكثر خبرة على مقياس الضغوط النفسية والأبعاد الفرعية له , وذلك في اتجاه المعلمين الأقل خبرة , عدا بُعد انخفاض تقدير الذات فلم يُوجد فيه فروق دالة . 4. وجود فروق دالة عند مستوى 0.01بين متوسطات درجات المعلمين الأقل خبرة والأكثر خبرة على مقياس الكفاءة المهنية والأبعاد الفرعية له , وذلك لصالح المعلمين الأكثر خبرة , عدا بُعد المظهر العام فلم يُوجد فيه فروق دالة . 5. وجود فروق دالة عند مستوى 0.01بين متوسطات درجات المعلمين والمعلمات على مقياس الضغوط النفسية والأبعاد الفرعية له , في اتجاه المعلمات , عدا بُعد انخفاض تقدير الذات فلم يُوجد فيه فروق دالة . 6. وجود فروق دالة عند مستوى 0.01 بين متوسطات درجات المعلمين والمعلمات على مقياس الكفاءة المهنية والأبعاد الفرعية له , وذلك في اتجاه المعلمين , عدا بُعدي المظهر العام والنمو المهني فلم يُوجد فيهما فروق دالة . 7. عدم وجود فروق دالة بين متوسطات درجات معلمي المعاهد العادية ومعلمي المعاهد النموذجية على مقياسي مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية , والأبعاد الفرعية لهما , عدا بُعد القلق فيُوجد فيه فروق عند مستوى 0.01 , وذلك في اتجاه معلمي المعاهد العادية . 8. عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات معلمي المعاهد الأزهرية على مقياسي مظاهر الضغوط النفسية والكفاءة المهنية والأبعاد الفرعية لهما ترجع إلى مُتغير التخصص .
|