ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







سياسات التوجيه المدرسي والمهني ورهانات العقلنة والحكامة والجودة في نظام التربية والتكوين: رؤى ومداخل للنقد والتطوير

المصدر: مجلة عالم التربية
الناشر: عبدالكريم غريب
المؤلف الرئيسي: محسن، مصطفى (مؤلف)
المجلد/العدد: ع22,23
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2013
الصفحات: 451 - 464
ISSN: 1113-65615661
رقم MD: 574573
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

248

حفظ في:
المستخلص: نستخلص من كل الأفكار والملاحظات النقدية الآنفة، على تركيزها واجتزائيتها، أن التوجيه التربوي والمهني قد ظل في نظمنا التربوية والتكوينية، كما هذه النظم ذاتها، مأزوماً غامض التوجهات والمقومات نظرية وممارسة. وبالتالي ظل مفتقداً ل "هويته التربوية والمهنية " الواضحة، كما للقيمة والمكانة والدور والموقع داخل منظومة التربية والتكوين. وهو وضع جعل من خدماته التربوية والبيداغوجية والنفسية والاجتماعية في إرشاد وتوجيه الأفراد، ومن دوره في عقلنة وتجديد وحكامة النظام التربوي -التكويني، تدخلات وخدمات متواضعة المردودية والفعالية والنجاعة؟ بل مجرد أدوار شكلية أحيانا، مندرجة، كما غيرها من الممارسات الشكلية، في سيرورة تدبير اعتيادي ل "اليومي" وللكثير مما يعج به من مشكلات أو أزمات مستعصية، لم يعرف جلها أي أسلوب منهجي معقلن لحلول جذرية حاسمة لها، متسمة بالجودة المطلوبة. من هنا، يبدو -وحتى يكون قطاع التوجيه التربوي والمهني في مجتمعنا محوراً محركا للتجديد، ومستندا قويا للحكامة والعقلة التطوير التربوي -أنه يتعين استحضار ما يعاني منه هذا القطاع من معضلات ومصاعب، وغموض وتشتت في المرجعيات والممارسات ... مما سبق ذكره ومما لم يسمح المقام المحدود هنا بتناوله وبحثه؟ وذلك من أجل التفكير الجدي في إصلاح شمولي عميق بهذا المجال، وبغرض موقعته في وضعه المناسب السليم ضمن منظومة التربية والتكوين: غايات وممارسات مهنية وأدوارا تربوية واجتماعية متكاملة ... ولعل مما يتطلبه هذا الإصلاح -كي لا نذكر هنا سوى بعض أهم مستلزماته وشروطه الملحة-نشير، بشكل موجز إلى ضرورة المراجعة النقدية الإصلاحية، على الأقل، للقضايا المركزية الآتية: 1) إعادة النظر في غايات ومناهج وبرامج ومضامين ومشارع وأساليب التكوين بمؤسسات تكوين الأطر المعنية، وإصلاحها على ضوء تحولات "مجتمع المعرفة " ومستجدات الاقتصاد وأسواق الشغل وتحولات المجتمع بشكل عام. 2) تأهيل البنيات التربوية المستقبلة لخدمات الإعلام والاستشارة والتوجيه، ونوعيتها وتعبئتها وتسيسها بطبيعة هذه الخدمات وأهميتها في توجيه الأجيال، ورفد مضمون العملية التعليمية والتكوينية في مجل أبعادها البيداغوجية والتربوية والتدبيرية والسوسيواقتصادية المتكاملة في مشاريعها المؤسسية والاجتماعية. 3) أهمية توفير ما تستوجبه ممارسة مهنة الاستشارة والتوجيه من "عتاد لوجيستيكي" مناسب أصبح في هذا الميدان مطلوباً؛ بل شرطا أساسيا لنجاح المهنة وتحقيق أهدافها المتطورة باستمرار، كما أسلفنا. 4. ضرورة تجاوز العلاقات اللاتلاؤمية أو الملتبسة، التي أشرنا إليها، بين تخطيط تربوي ما يزال في خل مجتمعاتنا كمي السياسة والمضمون، وبين توجيه تربوي ومهني يهدف إلى أن يقدم للأفراد المتمدرسين تحديداً خدمات "نوعية"، تسعى إلى بناء قدرات الذات وإنضاج الوعي وتوجيه سليم لسيرورات الاختيارات واتخاذ القرارات وبلورة المشاريع الدراسية والمهنية على اختلاف مجالاتها ومستوياتها الشخصية ولحياتية والمستقبلية المتعددة ... 5) الملحاحية الراهنة للبحث عن أفضل الصيغ والوقعية والممكنة للمكاملة بين قطاع التربية والتعليم وقطاع التكوين المهني، وتخطي وردم ما بينهما من تباينات وأنماط تشتت في البنيات والتوجهات وتكوين الأطر وأساليب ومقومات الممارسة العملية ...؛ إن مد جسور التواصل والتقارب والتبادل فكراً وممارسة يعتبر ضمانة أساسية لترشيد حكامة تدبير القطاعين، اللذين يقوم الفصل بينهما -كما هي الوضعية في المغرب مثلا -على مجرد اعتبارات أو عوامل بيروقراطية أو مالية؛ وذلك ضمن سياسة تربوية تكوينية مفتقدة بدورها ل"الاطار المرجعي الواضح وللمشروع المجتمعي الموجه". 6) مما لا مراء فيه، أن إعادة النظر في أوضاع الفاعلين المعنيين، ولاسيما أطر التوجيه والتخطيط التربوي: قانونيا وإداريا ومهنيا، وتكوينا أساسيا ومستمرا وإعادة تكوين وتأهيل ... سوف تسهم في تحفيز هؤلاء، وفي دفعهم إلى المزيد من الاجتهاد والعمل من أجل التطوير المتواصل للشروط النظرية والعملية لخدمات وتدخلات الإعلام والإرشاد والاستشارة والتوجيه، وجعلها أفضل مردودية ونتائج وآثارا تربوية واجتماعية فاعلة منتجة. 7) يتوج هذه المراجعات الإصلاحية المسوقة آنفا -وهي مجرد أمثلة وإشارات وملاحظات موجة، كما أسلفنا -السعي المستمر إلى "مأسسة" معقلنة وهادفة لمجال التوجيه التربوي والمهني. ونعني بذلك أهمية العمل على تأسيس وإنضاج وتطوير "منظومة أو نسق" من المعارف والتجارب والخبرات، والقيم والمباديء والأخلاقيات والأعراف والتقاليد ونماذج الممارسة المهنية، وأنماط التفكير والتبادل والتواصل والعلاقات المؤسسية واللامؤسسية... الخ؛ مما يفترض فيه أن يشكل "إطارا إرشاديا paradigme مثريا للتراكم، مسهما في تحديد ملامح "هوية الفاعل المعني"، ضامنا للتقارب بين الممارسات وأشكال مبادرات التجديد أو الإبداع، وبوصلة موجهة للنظر والفعل...؛ وهو ما تفتقده أوضاع الاستشارة والتوجيه في سياقاتنا التربوية والاجتماعية الراهنة. 8) إن إصلاح قطاع التوجيه التربوي والمهني، يجب ألا يتم النظر إليه وفق رؤية اختزالية تجزيئية أو أحادية البعد، وإنما على أساس أنه جزء من كل، أي من إصلاح تربوي -تكويني شمولي واضح الفلسفة والمضامين، مندمج بودره في إصلاح اجتماعي أعم وأشمل، متناظم أو متوازي القطاعات والمسارات: التربوية منها والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية المتكاملة ... يؤطره ويوجهه "مشروع سوسيوسياسي وحضاري" واضح المرجعية والمعالم والمكونات، متناغم الرؤى وآليات ومناهج العمل والإنجاز وأساليب تقييم الأداء وتقويم التجارب ...؛ مشروع يتوخى منه "تأهيل المواطن /الأنسان والمجتمع"، بما يلزم من مقومات الاستحقاقية والجدارة للانخراط بشكل إيجابي منتج في مسيرات البناء والتحديث والتأسيس الديمقراطي وتحقيق التنمية المعرفية والإنسانية والاقتصادية والسوسيوحضارية الشاملة المستدامة .... \

ISSN: 1113-65615661
البحث عن مساعدة: 800639