ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







اتجاهات الرأي العام العربي نحو القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي

المصدر: مجلة سياسات عربية
الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
المؤلف الرئيسي: المصري، محمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Al-Masri, Mohammed
المجلد/العدد: ع10
محكمة: نعم
الدولة: قطر
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: سبتمبر
الصفحات: 111 - 122
DOI: 10.12816/0007125
ISSN: 2307-1583
رقم MD: 575002
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: +EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

45

حفظ في:
المستخلص: تظُهر اتجاهات الرأي العام في المنطقة العربية أنّ القضية الفلسطينية ما زالت قضية مركزية لدى مواطني المنطقة العربية، وأنهّم يتعاملون معها بوصفها قضية تخصّهم، وما مثلّه العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة اختبارٌ عملي وحَيّ لمدى أهمية القضية الفلسطينية في الشارع العربي، وما تحتلهّ هذه القضية من مركزية. إنّ ما تشير إليه النتائج يظُهر بصورة جليّة أنّ العوامل التي تساق على أنّ القضية الفلسطينية خسرت بعدها الاهتمام العربي، هي غير صحيحة؛ فعلى مدار ردحٍ من الزمن أصبح طرح موضوع القضية الفلسطينية وأهميتها يتكرّر باستمرار. وقد كان لذلك العديد من العوامل بعضها ممتدّ لفترة زمنية طويلة، وبعضها تكرّس عبر السنوات القليلة الماضية؛ فعلى صعيد العوامل الأقدم فإنّ سيادة شعارات تبنّتها أنظمة سياسية في المنطقة العربية من القول بأنّ الاهتمام ببلدها هو على رأس أولوياتها وأجندتها السياسية والذي كثفّ في جملة واحدة مثل: مصر أوّلًا، أو الأردن أوّلًا، أو لبنان أوّلًا، أو سورية أوّلًا، كان يفُهم ضمنياًّ وإن لم يكن بمفردات صريحة ومباشرة يتضمّن انسحاباً من الصراع العربي الإسرائيلي أو محاولة إعادة صوغ طرح القضية الفلسطينية بوصفها موضوعًا فلسطينيًّا محليًّا يسقط بعُده العربي. ومماّ لا شكّ فيه أنّ هذا التوجّه كان في إطار اتفاقية السلام التي بدأت مع الاتفاقية المصرية والإسرائيلية وتوالت لاحقًا في اتفاق أوسلو واتفاقية السلام الأردنية واقتراب سورية أكثر من مرةّ من توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، قد ساهم في سيادة هذا التوجّه، وإن تحوّل لاحقًا للاعتماد على أسس ومسوغات أخرى. إنّ توقيع اتفاقية أوسلو وملحقاتها قد قام بدور أساسي في تعميق هذا التيّار السياسي على أساس أنّ هذه الأنظمة وجدت مبرّرًا في أن تلقي الكرة في ملعب منظمة التحرير ،وأنّ موقف الحكومات العربية هو قبول بما تقبل به المنظمة ولاحقًا السلطة الفلسطينية. بطبيعة الحال ،فإنّ هذا التيار قد واجه العديد من التحدّيات أهمّها اندلاع الانتفاضة الثانية وبروز تيّار المقاومة الفلسطينية الخارج عن إطار قواعد أسلو. لكن ساهم أيضًا في تراجع البعد العربي وتكريس هذا التيار الأحداث التي توالت على المنطقة العربية في أعقاب 11 أيلول / سبتمبر، وتحوّل السياسة الأميركية إلى التدخّل العسكري المباشر في المنطقة متوّجًا في الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وما لحقه من انقسام المنطقة العربية إلى تيّارَي الممانعة والاعتدال. ومع ذلك فإنّ هذا التيار على امتداده عبر أكثر من ثلاثة عقود وترويجه لأنّ القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين فقط هو تيّار ليس له تأييد شعبي. واعتمادًا على نتائج المؤشر التي تفيد بأنّ مواطني المنطقة العربية شبه مجمعين على أنّ الموضوع الفلسطيني هو موضوع عربي ،فإنّ هذا التيار وما قامت به الأنظمة من ترويج له لا يستطيع أن يجد جذورًا له في المنطقة العربية. إنّ العوامل الأكثر أهمية التي تستند لها وجهات النظر الأحدث وهي غير مرتبطة بالتيار الذي أشير له، هي التي تقول بتراجع مركزية القضية الفلسطينية، هي اندلاع الثورات العربية ودخول الغالبية العظمى من البلدان العربية في ما أصبح يعُرف بالربيع العربي حيث أخذت الجماهير العربية كّلّ في بلده طريقها إلى الشارع في تظاهرات واحتجاجات شعبية واسعة أدّت إلى إسقاط أكثر من نظام. إنّ تطورات الربيع العربي في بعض البلدان مثل ليبيا بداية ثم سورية في التجاء هذه الأنظمة السياسية إلى قيادة حروب منظمّة ضدّ المحتجين أدّت إلى دخول تلك البلدان في صراعات مسلحّة أقرب إلى الحروب الأهلية. إضافةً إلى تطوّرات الربيع العربي من انقسام بين التيارات السياسية وفشلها في التوافق على أجندات وطنية الأمر الذي قاد إلى مرحلة يمكن بحقٍّ تسميتها الثورة المضادّة والعودة إلى سابق العهد من الأنظمة الماضية. ومع ذلك فإنّ هذه التطورات المهمة والخطيرة في بلدان عربية عدة، وانشغال مواطنيها بقضاياهم الخاصة، لم تؤدِّ إلى تراجع عدّ القضية الفلسطينية قضية عربية وقضية هذه الشعوب التي تعاني بلدانها من عدم استقرار؛ ففي البلدان التي تشهد عدم استقرار مثل ليبيا، واليمن، ومصر عبّرت أغلبية مستجيبيها عن أنّ القضية الفلسطينية هي قضية العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم. كما أنّ أكثرية اللاجئين السوريين الذين دخلت بلدهم أتوّن الحرب الأهلية، شبه مجمعين على أنّ عدم التحوّل عن أنّ القضية الفلسطينية قضية مركزية، وهي قضية عربية، على الرغم من أنّ انغماس كثير من مواطني البلدان العربية في قضاياهم الداخلية والمصيرية، يقود إلى استنتاج أنّ مواطني المنطقة العربية يرون أنّ قضاياهم الداخلية والتي يناضلون من أجلها، أي الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق المواطنة، هي مرتبطة جوهرياًّ بالقضية الفلسطينية. إنّ هذا الاستنتاج له ما يؤيدّه من خلال تحليل آراء المواطنين التي ذكروها أسباباً لرفضهم الاعتراف بإسرائيل، والتي تعبّر عن رفض إسرائيل على أساس أنهّا قوّة استيطان واستعمار واستهدافهم الفلسطينيين، وعنصريتهم تجاه العرب، وطبيعة دولتهم التوسعية ،إضافةً إلى الأدوار التي تقوم بها إسرائيل في العداء للشعوب العربية أو تهديد أمن المنطقة واستقرارها. إنّ القول بأنّ أهمية القضية الفلسطينية سوف تتراجع في السنوات اللاحقة هو توقعّ ليس له أسس؛ فالتحوّل من شبه الإجماع على هذه القضية إلى أنهّا قضية تخصّ الفلسطينيين، أمرٌ غير متوقعّ في ظّلّ أنّ التراجع منذ عام 2011 هو تراجع غير جوهري، وقد يكون مرتبطاً ببعض التطوّرات السياسية الداخلية الإقليمية وليس جذرياًّ .إنّ هذا يمكن أن يدعم من خلال شبه إجماع عربي، وفي كّلّ مجتمع من المجتمعات المستطلعة، على رفض الاعتراف بإسرائيل على أسسٍ واضحة وفي جوهرها مرتبطة بعدالة القضية الفلسطينية وطبيعة الدولة الإسرائيلية. وما دامت هذه الأسس قائمة فإنّ هذا الموقف لن يتغيّر. وهذا يعني أيضًا ونتيجة لأنّ دوافع رفض إسرائيل ليست ثقافية، فإنّ كّلّ الآراء والجهود التي تشير إلى أنّ تغيّرًا ثقافيًّا في المنطقة سيقود إلى قبول إسرائيل، هي آراء خاطئة وجهود ساذجة.

ISSN: 2307-1583

عناصر مشابهة