المصدر: | شؤون الأوسط |
---|---|
الناشر: | مركز الدراسات الاستراتيجية |
المؤلف الرئيسي: | محيو، سعد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع147 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الشهر: | شتاء |
الصفحات: | 11 - 21 |
DOI: |
10.12816/0003497 |
ISSN: |
1018-9408 |
رقم MD: | 587339 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
ثمة إجماع ، الأن ، أو على الأقل شبه إجماع ، بأن رحلة القبطية الأحادية الأميركية وصلت إلى خواتيمها . لكن ما لم يحز على إجماع هو شكل النظام العالمي البديل الذي سيحل مكان القطبية الأحادية. هنا يمكن رصد ثلاثة اجتهادات: الأول ، يرى أن التطورات الأخيرة وعلى الرغم من أنها كشفت حدود دور الزعامة الأميركية ، إلا أنها لن تغير في هذه المرحلة على الأقل من طبيعة النظام العالمي. والثاني ، يرى أن التغيير سيكون حتميا بحكم صعود البريكس وبقية السرب الآسيوي إلى قمرة القيادة العالمية. والثالث لا يرى لا هذا ولا ذاك، بل يتوقع بروز "لا قطبية فوضوية " مكان القطبية الأحادية. أي الاجتهادات الأقرب إلى الحقيقة؟ كفة المنطق تميل بقوة لصالح نظرية "اللاقطبية". وهذا لسبب مقنع : السلطة العالمية الحقيقية في عصر العولمة تبدو في كل مكان ولا مكان في أن . إنها أشبه بشبح " متشرد " لا منزل واحد له "يسكنه"، أو هو كتيار كهربائي تعرف بوجوده فقط حين يلسعك. هذه اللاقطبية قد تعني في لحظة ما، أو في مرحلة ما، تفاقم المنافسات والصراعات بين الدول الكبرى القديمة والجديدة ، من أميركا وأوروبا واليابان والصين إلى روسيا والبرازيل وبقية النمور الأسيوية ، بعد أن أصبحت كل هذه الدول رأسمالية . أي أن الصراع سيكون بين مختلف أصناف الرأسماليات الأساسية في العالم ، في شكل تنافس على الأسواق والرساميل والموارد الطبيعية وخطوط التجارة البرية والبحرية . وهذا ما دفع العديد من المحللين الأوروبيين إلى تشبيه الوضع الدولي الراهن بذلك الذي كان قائما عشية الحرب العالمية الأولى. الأمر الثاني ، أنه حتى لو تمكنت القوى الكبرى الجديدة والناشئة من تعديل وتحسين النظام الدولي الراهن بالطرق السلمية أو بسلاسة (وهذه مسألة تبدو صعبة بسبب توحش الرأسمالية )، إلا أن هذا لن ينقذ الجنس البشري من ثلاثة أخطار داهمة تهدد وجوده نفسه : الخطر الأول ، والأهم ، ظاهرة تغير المناخ . والخطر الثاني ، الديكتاتورية الزاحفة للعولمة الرأسمالية في مجالات العلم والتكنولوجيا كافة والتي تهدد، كما يرى فرانسيس فوكوياما نفسه صاحب نظرية نهاية التاريخ، باستيلاد أخطر استبداد وتقسيم طبقي في التاريخ ، ناهيك عن تحويل قطاعات شاسعة من العالم الثالث ، التي تعتبر خارج نطاق قوس العولمة ، إلى ساحة دمار وأوبئة وحروب وصراعات دموية لا تنقطع. |
---|---|
ISSN: |
1018-9408 |