المصدر: | مجلة جامعة ابن يوسف |
---|---|
الناشر: | جمعية إحياء جامعة ابن يوسف |
المؤلف الرئيسي: | فراح، محمد (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Farrah, Mohammed |
المجلد/العدد: | ع8,9 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
الصفحات: | 325 - 356 |
رقم MD: | 592672 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EduSearch, IslamicInfo, HumanIndex, AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لقد أردك الأستاذ إبراهيم الهلالي بعمله هذا أن الجمهور العربي عامة والمغربي خاصة يتعامل مع المضمون قبل الشكل. كما كان يرى معظم النقاد- والصحفيون منهم على وجه الخصوص- كانوا يولون جل اهتمامهم إلى مضمون الأعمال الفنية دون شكلها، لذلك حرص على تقديم مضمون ملحمته في شكل حوارات شعرية رائعة إذ نادرا ما نجد بين ثنايا الحوار إشارات ركحية، ومع ذلك فإن حواراته لا تخلوا من فنية تحاول أن ترفع من ذوق المتلقي شعريا وتحفز ملكاته للفتح والفاعلية لأنه يدرك أن القصيدة الشعرية تتوجه إلى متلق يقرأ ويفترض فيه أن يكون على قدر من المعرفة، كما يدرك أستاذنا في الآن ذاته أن المسرحية تتوجه إلى جمهور أوسع قد يكون فيه الكثير ممن لا يقرأون، ومن هنا تولدت لديه- على مستوى الكتابة الدرامية- صعوبة التوفيق بين المستويات الثقافية المتباينة والحرص على فنية العمل المسرحي وجماليته، ولعل هذا الاعتبار هو الذي جعله يتوخى لغة عربية فصحى شعرا ونثرا تتسم بالبساطة والوضوح يهدف تحقيق التواصل مع المتلقي العربي والمغربي، ومن ثمة فإن المتأمل في "ملحمة مراكش" يلاحظ أن الحوار يتميز بمجموعة من السمات الإيجابية نذكر منها ما يلي: • الدقة والمرونة في التعبير، وذلك يجعل الحوار يوحي بالواقع وإن كان في الحقيقة حوارا متخيلا • العمل على ملائمة الحوار للشخصيات المتحاورة من حيث طباعها ومواقفها ووضعياتها الثقافية والاجتماعية • تعبيره عن عقليات الشخصيات وذهنياتها وتمثيله لأساليب المتحاورين ونفسياتهم، الشيء الذي جعل من هذا الحوار وسيلة لرسم الشخصيات في أبعادها الاجتماعية والنفسية والثقافية- كما جعل منه أداة مسرحية لتجسيد الصراع بين الشخصيات والكشف عن طرائق تفكيرها ومعتقداتها وطبائعها ومواقفها من الأحداث. إن هذه الخصائص والسمات التي تميز بها الحوار في الكتابة الدرامية عند الأستاذ إبراهيم الهلالي يجعلنا نخرج بانطباع عام وهو أن الحوار عند أستاذنا كان يتخذ وظيفة هامة تتجلى في تفعيل الأحداث وتحريك الشخصيات وتنامي الصراع على أساس أن الحوار لديه ظل الوسيلة الفنية التي تتواصل من خلالها كل الشخصيات المسرحية، وكذلك الوسيلة التي تعمل على الكشف عن مراحل تطور هذه الشخصيات وتنامي سيرورة الفعل الدرامي لديها الشيء الذي كان له انعكاس واضح على تطوير الحكاية وخلق الأجواء والحالات الدرامية الملائمة. \ |
---|