المستخلص: |
ما سأثيره يرتبط أساسا بفكرة أو بسؤال، هو هل المعنى يوجد في الصيغة أو يوجد في الجذر؟ وما الذي يمكن أن نهتدي به لكي نفصل أو نجيب عن هذا السؤال؟ فالعرض الذي سأقوم به يمكن أن يقسم إلى مراحل: المرحلة الأولى سأتعرض للوضع القائم في اللغة العربية، والمرحلة الثانية سأثير مشاكل المعاجم العربية، والمرحلة الثانية سأحاول أن أشير إلى هذا المشكل الذي يتطلب دراسة معمقة أكثر، وهو أين يوجد المعنى؟ فمنذ بداية تحليل، اللغة العربية، ارتأى النحاة أن يفصلوا أو أن يقسموا الكلمة إلى جذر وإلى صيغة، وربطوا المعنى المعجمي بالجذر وحملوا الصيغة معاني فيها ما يمكن أن نعتبره معجميا وفيها ما يمكن أن نعتبره يرتبط بالنحو أساسا. فهناك إذن صرفة ساكنة تعير عن مفهوم غير محدد، يمكن أن يكون مجالا نتعدد فيه حيثيات بكلمات لها صيغ معينة، ثم هناك صيغ، هذه الصيغ منهم من اعتبر أنها فقط لها دور حركي لأن هناك من القدامى من قال: "إن البناء هو الساكن والحركات زوائد". إذن إذا انطلقنا من هذه القولة، يمكن أن نقول إن الحركات لها وظيفة واحدة هي أن تحرك السواكن أي لها دور تلفظي فقط ولا علاقة لها بالمعنى، فعندما تعرضوا إلى تحديد الصيغة أو البناء أو الوزن ربطوا الزوائد بالصيغة أي تحدثوا عن الصيغ ومثلوا لها بالفاء والعين واللام بالنسبة للمواقع الفارغة في الصيغة، وربطوا بها الزوائد بطبيعتها بدون تغيير بحيث تحدثوا عن استفعل وتفاعل وانفعل...الخ بحيث ربطوا الزوائد كما فعلوا بها ما فعلوا بالسواكن المعجمية التي تركوا لها فقط فراغات ملؤوها بالفاء والعين واللام.
|