المستخلص: |
لقد عرف العالم الإسلامي منذ عقد السبعينات من القرن الماضي صحوة إسلامية لا مثيل لها تجسدت بوضوح في الرجوع إلى الأصول والثوابت الدينية والثقافية والحضارية كرد فعل سريع على محاولات الغرب المسيحي الحثيثة لبسط هيمنته الحضارية على العالم العربي الإسلامي، من خلال تشويه صورته وانتقاد توجهاته، وذلك لحاجة في نفس يعقوب. ومن التمظهرات الأساسية لهذه الصحوة الفريدة من نوعها، تزايد الطلب على تعلم اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، لقراءة المصحف الشريف والتعرف على أصول الدين الإسلامي. ولذا أصبحت اللغة العربية وبشكل عفوي وتلقائي اللغة الثانية في الكثير صن الدول الإسلامية، مباشرة بعد اللغة الأم / اللغة الوطنية واللغة الرسمية. ولم يتوقف هذا الاهتمام باللغة العربية عند هذا الحد، بل تعداه ليصبح مطلبا هويتيا له علاقة بكتابة اللغة أو اللغات الوطنية؛ علما أن الاستعمار الغربي حاول جاهدا في الماضي النيل من ثقافة الشعوب الإسلامية وزعزعة عقيدتها الدينية والتشكيك في ثوابتها الحضارية بالترويج لمقوله عنصرية مفادها أن اللغة العربية لغة معقدة نحويا وتركيبيا ولا تمت للواقع الاجتماعي بأي صلة، وأنها ليست قابلة لحمل مشروع حداثي للمجتمع الإسلامي، وأن الحرف العربي غير مهيأ للتأقلم مع متطلبات العصر على المستوى الاقتصادي والثقافي.
|