ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







في الحاجة إلى استئناف التجديد في العلوم الإسلامية

المصدر: الندوة الدولية الاجتهاد والتجديد في الشريعة الإسلامية والتحديات المعاصرة
الناشر: مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة
المؤلف الرئيسي: شبار، سعيد بن الصغير (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2011
مكان انعقاد المؤتمر: وجدة
رقم المؤتمر: 2
الهيئة المسؤولة: مركز الدراسات و البحوث الإنسانية و الاجتماعية
التاريخ الهجري: 1432
الصفحات: 251 - 281
رقم MD: 596075
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

51

حفظ في:
المستخلص: إن أقرب العلوم إلى الإنسان وألصقها به العلوم الشرعية باعتبارها وسيطاً مساعداً بينه وبين الوحي خطاب الله تعالى التكليفي والإرشادي المباشر إليه، والذي يتحقق من خلاله بسعادته في الدارين أولى وآخرة. وليس العلوم الإنسانية بصورتها وفلسفتها الراهنة، تلك التي تهيمن عليها وتؤطرها الفلسفات المادية، وإن حملت اسم الإنسان وجعلته موضوعاً لها. وذلك لسبب بسيط وهو أن هذا الإنسان في هذه العلوم قد سحب من موقعه المركزي والمحوري في الكون باعتباره سيداً فيه إلى عنصر ضمن معادلة إنتاجية أشمل، محكومة بمقاييس ومعايير الأولوية فيها ليس للكينونة البشرية وعالم القيم والأخلاق والمثل والفضائل التي تؤطرها، وإنما للفلسفات المذكورة التي تعتمد بشكل أساس ما يقاس ويحس ويلمس ويحصى ويرصد. هذا دون التقليل من الجهود المبذولة من كثير من المدارس والتوجهات الفكرية الغربية نفسها وحركات النقد الكثيرة داخل الغرب وخارجه للحد من الآثار السلبية لهذا التوجه والنزوع المركزي للعلوم، ومن إنجازات الغرب الإيجابية في هذا الاتجاه كذلك. فالعلوم تحتاج إلى إعادة بناء وتجديد على مستوى الرؤية والتصور المؤطر لها وعلى مستوى مناهج وآليات اشتغالها، بالشكل الذي تبرز فيه وحدتها وتكاملها، وتنتفي كل أشكال التعارض والانفصال الزائف فيها، وتبرز تكاليفها وأحكامها الجماعية كما برزت الفردية. وبالشكل الذي تعطي فيه للخلق وللحياة معنى وغاية وتنفي عنهما كل أشكال العبثية والعدمية. وما ينبغي التنبيه عليه أخيراً، هو أننا لا ننطلق في هذه الدعوة من منطلق عدمي ينفي الجهود السابقة ويحجب الصور المشرقة والاجتهادات المبذولة في هذا العلم أو ذاك، أو يقلل من قدر ومكانة علماء وسلف الأمة. بل هي دعوى ودعوة مبنية على اعتراف واستئناف. اعتراف بكل الجهود السابقة وخاصة الجهود ذات الطابع المؤسس والمؤثر كالتي ذكرنا نماذج منها، إذ لولا هذه الجهود لما أمكن النظر إلى ما بعدها أو استشراقه فالفضل الأول إليها. وأما الاستئناف فلأنه الأصل، تجديداً واجتهاداً وتفكراً وتدبراً بما يحقق تدين الإنسان في هذه الأمة واستخلافه وشهادته وخيريته وتحققه بالتكاليف المنوطة به فرداً وجماعة.

عناصر مشابهة