المستخلص: |
يقدم هذا البحث قراءة تحليلية لجهد عمارة اليمنى في ترجمته عددا من شعراء اليمن، والوافدين عليها، في القرنين الخامس والسادس الهجريين، في كتابه (المفيد)، فكانت البداية وقفة إحصائية على الشعراء الذين ترجم عنهم عمارة أو ذكرهم، والبالغ عددهم (38) شاعرا، مع ذكر عدد النصوص والأبيات الشعرية التي استشهد بها في كل ترجمة، ثم تبع ذلك تحليل لأبرز المصادر التي اعتمدها عمارة في تراجمه؛ وقد تمثلت في؛ الإسناد المباشر، والإسناد غير المباشر، والاجتماع المباشر بالشعراء المترجمين، لينتقل البحث بعد ذلك إلى التعريف بحدود الترجمة التي أشار إليها عمارة في العبارة التي فصل بها بين التاريخ السياسي والتاريخ الأدبي في كتابه، ثم تتبع منهج عمارة في ترتيب الشعراء، وأحوال التراجم بين الإيجاز والتفصيل، وقد تبين أن قيام عمارة بتأليف كتابه بعيدا عن وطن الشعراء، كان وراء اضطراب منهجه، وتفصيله في ترجمة شاعر وإيجازه في ترجمة آخر، ثم كانت آخر محطات البحث استعراضا لأبرز الملاحظات النقدية التي ضمنها عمارة كثيرا من التراجم. وبالاعتماد على المنهج القرآني التحليلي منهجا رئيسا، والمنهج الإحصائي منهجا مساعدا، خرج البحث بعدد من النتائج، كان أبرزها تأكيد أهمية تراجم عمارة في كتابه، لا من زاوية تفردها في إضاءة مرحلة من مراحل الحياة الأدبية والثقافية في إقليم اليمن فحسب، ولكن- أيضا- من زاوية الفوائد العلمية والنقدية، التي دلت على سعة ثقافة عمارة، ورقي ذائقته النقدية والجمالية.
|