المستخلص: |
لقد مر الإمام أبو حامد الغزالي بمجموعة من التحولات الفكرية الكبرى خلال مسيرة حياته العامرة بالنشاط العلمي والفكري. بدأ الغزالي بحالة من الشك في المعرفة البدهية التي يصل إليها الفرد بحواسه، وبعقله، وعانى في هذه المرحلة معاناة بالغة الخطورة كادت تؤثر على يقينياته. وخرج الغزالي من تلك المرحلة الخطيرة عن طريق العون الرباني حيث أخبر بأنه خرج من مرحلة الشك "بنور قذفه الله تعالي في قلبه" وبعد خروجه من أزمته المعرفية الأولى بدأ مسيرة النظر والبحث عن الحقيقة، فكان أن عكف على مجموعة المنظومات الفكرية والمعرفية التي كانت سائدة في العالم الإسلامي في الحقبة التي عاشها الغزالي. اهتمت الورقة بصورة خاصة عند هذه المنظومات الفكرية التي وقف معها الإمام الغزالي، وفصلت موقفه منها، وركزت على بيان موقفه من التصوف، ومن التعليمية الباطنية القائلين بضرورة اتباع الإمام المعصوم، وبينت خطأ من زعم بأن الغزالي تتلمذ على بعض شيوخ الإسماعيلية وخلصت إلى موقف الغزالي من "النبوة" التي لجأ الغزالي إليها بحسبانها الحل الفكري والمعرفي الذي أخرجه من دوائر الشك المتلاحقة التي عانى منها.
Through his lifetime, Imam Ghazali witnessed many changes in his cognitive attitude towards many aspects of human life, like the source of knowledge, and the credibility of his knowledge about everything. This situation caused him to fall in doubt and lack of certainty until God guided him by a light that was thrown into his heart. The paper accompanied Ghazali in his intellectual journey among many cognitive groups till he adopted the straight path of the prophethood. The paper depends, mainly, on his famous book [The Saviour from Aberration]. \
|