ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







فن الدراما كما عرفه العرب والمسلمون

المصدر: مجلة دراسات إسلامية
الناشر: جامعة الخرطوم - كلية الاداب - قسم الدراسات الإسلامية
المؤلف الرئيسي: الواثق، محمد يوسف مصطفى (مؤلف)
المجلد/العدد: ع5
محكمة: نعم
الدولة: السودان
التاريخ الميلادي: 2013
التاريخ الهجري: 1434
الصفحات: 333 - 346
ISSN: 1585-5884
رقم MD: 608093
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

70

حفظ في:
المستخلص: (1) الزم النقاد العرب المعاصرون الذهنية العربية الإسلامية أن تجارى الذهنية الإغريقية في ان يكون لها مسرح يقوم على غرار ما فعل الإغريق من حيث المبنى، وأن يقوم بالتمثيل فيه آدميون وأن تكون الدراما فيه وفق معيار الوحدات الارسطاليسى. " وقد ثبت أن الأمم الأخرى كالهنود والصينيين لم يخضعوا حضارتهم لهذا الإلزام أبان نشوء الدراما عندهم "، فكأن الدراما لا تكون إلا علي نهج اغريقى عند هؤلاء النقاد. (2) من ناحية أخرى يقوم هذا الإلزام علي فرض أن الدراما الإغريقية كانت شيئا متصلا على مر العصور بلغ أوجه في فترة الكلاسيكية " شكسبير- موليير ". وقد ثبت أن الدراما الإغريقية استمرت مدى مائة عام فقط واندثرت قبيل أرسطو وما وجد من نصوصها بعد ذلك صار مما يتمرن عليه طلاب النحو والبلاغة في مدرسة الإسكندرية لا علاقة له بالتمثيل وأن العرب ترجموا ما وجدوا منها ولم يكن هناك مسرح اغريقى يتأثرون به حتى إذا قبلنا بفرضية أنهم كان يجب أن يشايعوا المسرح الاغريقى. (3) أوجد العرب والمسلمون نمطا جديدا من الدراما مغايرا لما عند الإغريق مبنى ونصا تفتق عن ذهنية عربية. فقد ركنوا للشخوص والدمى بديلا للممثل الادمى الذي احتفظ به كمخرج مختفي يحرك الشخوص من خلال خيوط يتحكم فيها في إطار تقنية جديدة تعكس الضوء الساطع الذي يوجه للشخوص فينعكس على الشاشة البيضاء المجلوة بالشمع، فتظهر الصور المتحركة. وبعبارة أخرى نجد هنا أولى مراحل السينما الحديثة. لا شك أن هذه خطوة متقدمة على المسرح الاغريقى ومغايرة لذهنيته تتطلب براعة في رسم الصور وتلوينها وفى تقنية تحريكها، وإسقاط الضوء عليها مما يتطلب جهد اكثر من فنان تخصصوا في شتى ضروب الفن، وقد حل خيال الظل محل المسرح الاغريقى على كل حال في أوربا نفسها بعد ما اختفى في المائة الثالثة قبل الميلاد. (4) اختلفت الذهنية العربية عن الإغريقية في مجال النص نفسه إذ تدور الدراما الإغريقية في مجال صراع البشر والآلهة أو الآلهة والآلهة مما هو وارد في نشيدي الإلياذة والاوديسا، بينما نجد أن المسلمين نزلوا بالصراع إلى الأرض فتابعوا المكدى والطفيلي وأصحاب الحيل والمنحرفين ما صار يطلق عليه الآن " المسحوقون " من طبقات المجتمع، فجاءت الدراما هنا أكثر واقعية، ثم هي مطابقة لما يصطرع الناس حوله أو يصرعهم من أمور معاشهم. (5) لم يجهل المسلمون الدراما التي تقوم على الأداء الآدمي فقد عرفوا ذلك وأطلقوا عليه مصطلح " التحبيظ " وكانت له أجواق منتظمة ذكرنا منها جوق " برابوه "، رئيس المحبظين، وأشار إليه ابن دانيال على لسان الأمير وصال " أنا ملاكم الحيطان أنا محبظ الشيطان " وقد يطلق على هذا الضرب من التمثيل مسمى " المسخرة "، يقول ذات الأمير وصال: " لا يدع من البدع بابا مقفلا ولا عملا من أعمال المساخر معطلا ". ( ) وقد نقل الشباشتى في كتاب الديارات كثيرا من أخبار من أحاط بالخليفة المتوكل من أصحاب المساخر وأرباب الملاهي والمهرجين الذين كانت تمتلىء بهم قصوره. " لم اذكر تعازي الشيعة إذ هي أقرب إلى الطقوس منها إلى الدراما " فواضح أن العرب مالوالى خيال الظل الفن الذي اعتبروه ارقي من غيره من الملاهي. لقد رجع كاتب هذا البحث إلى كثير من المسرحيات الحديثة فوجد أن جلها يرجع في تركيبها ومراجعها إلى خيال الظل لا إلى جذور أوربية. ( ) \

ISSN: 1585-5884

عناصر مشابهة