المستخلص: |
تعد مشكلة الجفاف العاطفي من المشكلات النفسية والاجتماعية التي تتزايد بشكل واضح في المجتمعات العربية.، وهو ظاهرة اجتماعية سلبية يعاني منها الكثير من أفراد المجتمع ، التي تؤدي إلى اضمحلال في شبكة العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين الأفراد، مما يؤدي إلى وهن في التواصل الاجتماعي والإنساني.. ويظهر تأثيرها السلبي خاصة في فئة الأطفال والمراهقين. إذ تشكل هذه الظاهرة خطورة بالغة على الفرد ومن ثم على المجتمع , ومن جهة أخرى تعد المرونة النفسية أحد المتغيرات المهمة في الشخصية من خلال القدرة العالية في التعامل مع المواقف الصعبة والمشكلات والضغوطات والصدمات التي يواجهها الفرد بطريقة ناجحة, و القدرة على التعافي واستعادة الحيوية النفسية, والاحتفاظ بالسعادة, والاتزان النفسي كل ذلك بهدف تحقيق عملية التكيف في الحياة المهنية والأسرية والاجتماعية . لذلك فقد اعدت الباحثة برنامجاً ارشادياً انتقائياً يهدف إلى تنمية المرونة النفسية للطلبة ذوي الجفاف العاطفي في المرحلة الإعدادية. ويهدف البحث الحالي أيضاً إلى التعرف على فاعلية البرنامج الإرشادي الانتقائي في تنمية المرونة النفسية للطلبة ذوي الجفاف العاطفي في المرحلة الإعدادية . ولتحقيق أهداف البحث صيغت فرضيات عدة للتحقق من فاعلية البرنامج , واعتمدت الباحثة المنهج التجريبي للتحقق من فرضيات البحث ، والذي تكونت عينته من ( 54) طالباً وطالبة من طلاب المرحلة الإعدادية في مدينة تكريت , الذين حصلوا على أدنى الدرجات على مقياس المرونة النفسية ,و حصلوا على أعلى الدرجات في مقياس الجفاف العاطفي , والذينَ تم توزيعهم عشوائياً على أربع مجموعات : مجموعتين تجريبيتين ( ذكور- إناث) , ومجموعتين ضابطتين ( ذكور – إناث ) , وتم إجراء التكافؤ بين المجموعات، واستعمل البرنامج الإرشادي الانتقائي مع المجموعة التجريبية بينما لم تتعرض المجموعة الضابطة للبرنامج الإرشادي . وقامت الباحثة ببناء مقياس المرونة النفسية مكونا من (40) فقرة ، ومقياس الجفاف العاطفي مكونا من (42) فقرة وقد مر بناء المقياسين بعدد من الخطوات العلمية المعروفة في بناء المقاييس ، تحققت فيهما الخصائص السيكومترية للمقياس ( الصدق والثبات ) ، ثم قامت الباحثة ببناء البرنامج الإرشادي الذي اعتمد استراتيجيات وفنيات عدة وتكون البرنامج من (18) جلسة لكل من الذكور والإناث وبمعدل (جلستين) في الأسبوع للذكور و (جلستين) في الأسبوع للإناث ، توزعت على مدة زمنية أمدها شهران ونصف , وتم التحقق من صلاحية البرنامج من خلال عرضه على مجموعة من المتخصصين . ولمعالجة بيانات البحث تم اعتماد الوسائل الإحصائية الآتية ( الاختبار التائي لعينتين مستقلتين ، والاختبار التائي لعينتين مترابطتين , ومعامل ارتباط بيرسون ، ومعامل ارتباط الفا كرونباخ ، وتحليل التباين الأحادي, واختبار شيفيه ، واختبار مربع كاي ) .وتوصلت الباحثة إلى نتائج منها : بيان فاعلية وكفاءة البرنامج حيث انخفض مستوى الجفاف العاطفي, وارتفعت مستويات المرونة النفسية لدى المجموعة التجريبية , كما أشارت النتائج إلى استمرار أثر البرنامج الإرشادي الانتقائي بعد فترة المتابعة . وفي ضوء نتائج البحث واستنتاجاته, قدمت الباحثة عددا من التوصيات والمقترحات ومنها : - إمكانية الإفادة من الأسلوب الإرشادي الانتقائي المعد في هذه الدراسة من قبل المرشدين التربويين في المدارس المتوسطة والإعدادية ؛ للحد من الجفاف العاطفي والمشكلات النفسية الأخرى . - إجراء دراسة مقارنة بين عدة أساليب تربوية إرشادية, للحد من الجفاف العاطفي ؛ لمعرفة مدى فاعلية هذه الأساليب .
|