المستخلص: |
يعد النص القرآني الأكثر تلقيا في الثقافة العربية بما يجعل منه المكون الأكثر تجذرا في الشخصية العربية من جهة، والمحفز الأكثر فاعلية لكل أداء جمالي من جهة أخرى. فقد شغل القرآن الكريم موقعا كبيرا في الذهنية الإسلامية العربية، وكان للخطاب السردي القصصي فيه موقع مركزي شغل مساحة كبيرة من فضائه.. لذا كان من المهم أن نتأمل فيه ونرى ما يمكن أن يمنحنا إياه -على مستوى البنية الفنية -في سبيل غايتنا لبناء نظرية يمكن أن تفيد منها السردية العربية. وبخاصة أنه قد شاع في خطاب كثير من مؤرخي الأدب العربي نسبة الأنواع السردية فيه إلى تواصلنا مع الغرب تعريبا وترجمة إلى أن استوت على ساقها نوعا أدبيا، ملتفتين على استحياء إلى بعض الأنواع السردية العربية القديمة؛ من أيام ومجالس ومقامات ومنامات وليال، وغالبا ما غضضنا النظر عن النص القرآني وما تحتويه خطاباته من قصص تعد من أرقى وأصدق الأنواع السردية. ولكن حتى تتاح لنا هذه الغاية لابد من اقتحام هذا المجال لنكون أكثر اقترابا من ثقافة النص القرآني الذي نستخلص منه المرتكز المعرفي الذي سيكون حاملا لأسس وغايات ما نصبوا إليه في تكوين مسار متميز نؤطر به لخطاب سردي عربي يخالف في مقولاته الفكرية والجمالية خطاب الآخرين من غير أهلها. وهو ما تروم الوصول إليه هذه الورقة البحثية -إن شاء الله تعالى
|