المستخلص: |
تعتبر مشكلة سوء التوافق الجامعي من أكثر المشكلات التي يعاني منها الطلاب المكفوفين والتي قد يرجع إلى عدم معرفة المحيطين بهم في البيئة الجامعية بمتطلباتهم وكيفيه التعامل معهم فضلا عن انتقالهم من مرحلة الثانوية إلى مرحلة جديدة ومختلفة تماما عن المراحل السابقة. ويزداد الأمر تعقيدا إذا علمنا أن الطلاب المكفوفين في جامعة السلطان قابوس كانوا في مدارس خاصة بالمكفوفين أي بعيدا تماما عن الدمج مع العاديين الأمر الذي قد يساهم في سوء توافقهم الجامعي لوجودهم مع أقرانهم العاديين لأول مرة. ونظرا لأن الباحث هو المرشد الأكاديمي على جميع الطلاب المكفوفين بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس فقد لاحظ الباحث من خلال مقابلتهم الدورية المستمرة وجود بعض مظاهر سوء التوافق الجامعي الأمر الذي دفع الباحث إلى محاولة تحسين توافقهم الجامعي. ويعد برنامج التوجيه Monitoring Program من أهم وأكثر برامج التدخل المهني المستخدمة في كثير من الدول المتقدمة (مع مختلف المستويات) لمساعدة الأطفال والشباب اللذين يواجهون مشكلات أو اللذين لديهم فرص قليلة لتكوين العلاقات والصداقات مع الآخرين ومساعدتهم على التكيف والتوافق. وقد استخدام الباحث "الأخ الأكبر والأخت الكبرى"(Big Brother Big Sister) لتطبيق برنامج التوجيه، حيث يعد أحد الأنواع التي يستخدمها برنامج التوجيه لتسهيل نمو العلاقة المهنية الداعمة ويستخدم لتعزيز النمو الاجتماعي والانفعالي والمعرفي للأفراد. وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى وجود علاقة بين استخدام برنامج التوجيه عن طريق الأخ الأكبر والأخت الكبرى وتحسين التوافق الجامعي للطلاب المكفوفين. تعتبر هذه الدراسة من الدراسات شبه التجريبية، وقد استخدم الباحث المنهج التجريبي وقد اختار الباحث التصميم التجريبي باستخدام التجربة القبلية البعدية على مجموعتين أحدهما ضابطة (لا يطبق عليها البرنامج) وتستخدم كمعيار للمقارنة والأخرى تجريبية . أما عن أدوات الدراسة فقد استخدم الباحث العديد من الأدوات منها المقابلات شبه المقننة ومقياس التوافق الجامعي. وقد بلغت عينة الدراسة (20) من الطلاب والطالبات المكفوفين بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة السلطان قابوس. وقد أثبتت النتائج فاعلية برنامج التوجيه في تحسين التوافق الجامعي للطلاب المكفوفين كذلك تحسين أبعاد التوافق الجامعي الستة.
|