المصدر: | أعمال ندوة الشر: القيمة والخطاب |
---|---|
الناشر: | كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان -مدرسة الدكتوراة |
المؤلف الرئيسي: | الأحمدي، يونس (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | El Ahmadi, Youness |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
تونس |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
مكان انعقاد المؤتمر: | القيروان، تونس |
الهيئة المسؤولة: | جامعة القيروان. كلية الآداب و العلوم الإنسانية. وحدة البحث |
الشهر: | فبراير |
الصفحات: | 15 - 38 |
رقم MD: | 623477 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
من أوغسطين إلى ليبنتز، ظل تاريخ مشكلة الشر على الدوام تاريخا ثيولوجيا، وكما كان ذلك كافيا لامتناع الفهم وتزييف المشكلة، كان مدعاة للتخلي عن الخطاب اللاهوتي ولاستئناف التفكير على نحو مختلف. لذلك، كان منطلقنا في هذا البحث يكمن في التأكيد على أن جزءا كبيرا من مشكلة الشر لا يكمن في ظاهرة الشر ذاته بل من عمل الفكر ذاته. ولعلنا نستطيع القول إن فلسفة الدين تحظى بامتياز كبير في هذا السياق؛ فمع هذا المبحث، يسبح بإمكان الفكر الفلسفي أن يستأنف مهمته إزاء قضية الشر بمنأى عن المحددات المعرفية والمنهجية للقول الثيولوجي والميتافيزيقي. تتحدد منزلة فلسفة الدين بحسب الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي جان غريش( ) J. Greisch بوصفها إبدالا باراديغميا يتصل بالمنعطف الهيرمينوطيقي المعاصر، وترجع في نشأتها إلى شلايرماخر وكانط( ). تقوم مقاربة فلسفة الدين على نقل القضايا الدينية من مجال اللاهوت وتحويلها إلى مجال التجارب الواعية. وعلى ذلك، فإن طبيعة مهمة فيلسوف الدين- في النموذج التفكري- تتمثل في فهم التجارب الدينية التي تستهدف المطلق. من هذه الزاوية، لا يتعلق الأمر إذا بمصالحة الشر مع نظام العالم، بل إلى إدراج الشر كتجربة ضمن الوضع الطبيعي للأشياء. في استقصائه لنموذج فلسفة الدين عند نابير، يقف جان غريش على المكانة التي يحظى بها كتاب Essai sur le mal، فبحسب ج. غريش يعد هذا الكتاب- إضافة إلى كتابه Eléments pour une éthique 1943- من العلامات الحاسمة التي تكشف الأصالة الكبرى التي تتمتع بها فلسفة الدين داخل المتن النابيري والمدى الذي بلغه استثمار المنهج التفكري لهذا الحقل( ). عمل نابير على استثمار إمكانيات فلسفة الدين في إنجاز تحليله لتجربة الشر. ولعل الإنجاز الذي قام به نابير والذي يسمح باكتشاف قيمة مقاربة فلسفة الدين التفكرية بالنسبة لمشكلة الشر هو قدرته على الحفر تحت أرضية المقاربة التقليدية للثيوديسا وتفكيك مقولاتها من خلال مفهوم اللامبرر l'injustifiable؛ وذلك دون أن تؤول المقاربة النابيرية، في الوقت نفسه، إلى اللاهوت السلبي المعاصر( ). فحينما عمل نابير على تفكيك الثيوديسا التي انشغلت بتبرئة الله من تهمة المسؤولية عن الشر داخل العالم، فإن ذلك لم يكن من جل الاقتراب من بعض الصور المبالغة في اللاهوت السلبي، بل من أجل إطلاق تساؤل أكثر أصالة تجابه فيه الرغبة في المعنى المطلق خطر عبثية جذرية ومطلقة( ). على هذا النحو، يمكن القول إن فلسفة الدين تأخذ صورة "الطريق الثالث" الذي يقود الفكر الفلسفي والديني نحو خيار الاعتراف بخصوصية المضمون الطبيعي للتجارب والظواهر. |
---|