ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







قصة تعريب بلاد المغرب

المصدر: البيان
الناشر: المنتدى الإسلامي
المؤلف الرئيسي: العثماني، أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع334
محكمة: لا
الدولة: بريطانيا
التاريخ الميلادي: 2015
التاريخ الهجري: 1436
الشهر: مارس / أبريل
الصفحات: 84 - 87
رقم MD: 623497
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

43

حفظ في:
المستخلص: إن تعريب المغرب تحقق نتيجة تضافر عدة عوامل، لكن يبقى العامل الحاسم والرسمي هو اقتناع الأمازيغ بأن العربية ضرورية لفهم الإسلام والإبداع من داخل الحضارة العربية الإسلامية. بحيث تحول هذا الاقتناع إلى شعور عام طاغ، لم تستطع اقتلاعه الجهود التي بذلت في فترة الاستعمار. بحيث يمكن القول إنها دخلت فيما يعرف في علم النفس باللاوعي الجماعي. فهذه نقطه الارتكاز الرئيسية التي مهدت الطريق لنجاح باقي العوامل، وهذا هو وجه الاختلاف الرئيسي مع ما حدث في باقي المناطق التي قبلت الإسلام ولكن دون لغته. فأصبحت مسلمة ولكن بدون عربية مما جعلها دائما خاضعة لسيطرة الترجمة والوساطة التي يمثلها بعض العلماء المتمكنين من اللغة العربية. وعندما نتحدث عن التعريب فالمقصود تعريب الثقافة العالمة التي تستخدم اللغة العربية كأداة للتواصل والبحث العرفي، والتي أبدع من خلالها المغاربة وشاركوا بشكل فعال في بناء الحضارة العربية الإسلامية منذ القرن الثاني الهجري. وهذا ما يجعل اعتراض البعض على موضوع التعريب الذي يدعو إليه عموم المغاربة غير ذي معنى ويقوم على تدليس واضح، وهو الزعم بأن التعريب جاء نتيجة قرار سياسي فوقي مفصول عن الواقع الاجتماعي والثقافي لبلاد المغرب والمراد منه طمس وتشويه الهوية الأمازيغية ومرتكزها الأساسي اللغة الأمازيغية، مع عدم الاعتراض على إبقاء اللغة الفرنسية في وضعها المهيمن. فالأبحاث التاريخية تنفي ذلكم وتثبت أن قضية التعريب قضية تم حسمها تاريخيا وتنسجم مع المعطى التاريخي الثقافي للمنطقة، وأن اللغة العربية ارتضاها ساكنة المغرب منذ الفتوحات لتكون لغة الثقافة العالمة بدون منازع، وأن تجاوز هذا المعطى هو ما يثير التساؤل والاستغراب. وبذلك يكون قرار الدولة المغربية الذي اتخذته مباشرة بعد الاستقلال والقاضي بتعريب التعليم والإدارة وبصفة عامه الثقافة العالمة، قراد خاضع لمعطى موضوعي وتاريخي فرض نفسه على الحركة الوطنية وليس قرارا فوقيا خاضعا لهوى أيديولوجي. وبالتالي الدعوة إلى التعريب - والتي ما زالت قائمة حتى الآن - هي الحالة الطبيعية المنسجمة مع تاريخ المجتمع المغربي، والدعوة لغير ذلك هي التجني الفعلي على إرادة الشعب التاريخية والحالية. والصراع الحالي حول التعريب ما هو إلا صراع بين الداعين إلى الاعتزاز بالشخصية الوطنية وانتمائها الحضاري وبين المستلبين الذين لا يرون الخير إلا بتقليد واتباع الآخر ولو دخل جحر ضب.