ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







انفلات اللغة و ضوابط التأويل : الحلم أنموذجا

المصدر: أعمال الندوة العلمية الدولية: النص وأفعال القراءة والفهم والتأويل
الناشر: كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقيروان - مخبر تجديد مناهج البحث والبيداغوجيا في الانسانيات
المؤلف الرئيسي: الحسون، عبدالقادر (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2014
مكان انعقاد المؤتمر: القيروان
الهيئة المسؤولة: كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالقيروان
الصفحات: 125 - 166
رقم MD: 623696
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

60

حفظ في:
المستخلص: نحاول في هذا البحث أن ننظر في مسألة العلاقة بين النص والتأويل من زاوية مختلفة، فلا نرى ما تواطأ عليه جمهور الدارسين من أن التأويل يحرر النص من قيوده ويفتحه على آفاق دلالية أرحب، وإنما نذهب إلى أطروحة مقابلة مفادها أن الأصل في النص أن يكون منفلتا، بينما الغالب على التأويل أن يمارس عملية الضبط والربط كلما كفت اللغة عن آداء وظائفها الدلالية والتواصلية ونحت منحى الإغراب وخرجت عن حدود الإبانة والإفهام. منطلقنا وحجتنا في هذه الأطروحة أن نصوصا بعينها هي التي تثير الأسئلة وتبعث على التأويل، والخاصية الجامعة بين هذه النصوص أنها على اختلاف أجناسها- مثل الأسطورة والشعر والشطحات الصوفية والألغاز والخرافات- تشترك في أن لغتها تخرج عن المألوف ولا تخضع لقواعد المعقول، أما التأويلات التي تكتب عنها فسمتها العامة أنها تعمل على الحد من اندفاع اللغة وفلتانها وتسعى جاهدة إلى استدراجها وضبطها وإرجاعها إلى دائرة المعقول والمقبول. لقد اخترنا "الحلم" نموذجا لظاهرة الانفلات اللغوي وضوابط التأويل، وتقف وراء اختيارنا اعتبارات عدة، لعل أهمها أن الظاهرة تتجلى في أوضح صورها في الحلم وتفسيره، فمن المعلوم أن الحلم يخرج عن الانساق الدلالية والرمزية المعروفة، إذ يتخلق في اللا معقول، ويأتي على غير نظام متواتر، ويتبدى وفق أكثر من صورة، وتعتريه مختلف مظاهر التشويش والاضطراب والتداخل. ولكن، مع هذه الحالة التي هو عليها، كان الحلم وما يزال من أكثر الظواهر إثارة للتأويل، فلم تنقطع الجهود عن محاولة ترويضه وإخضاعه للفهم، وقد تشكلت لهذا الغرض رؤى تأويلية مختلفة، تراوحت بين الدين والفلسفة والعلم. ونشأت عن هذه الرؤى مدونة ضخمة، لفت انتباهنا إليها أنها تتضمن ممارسة تأويلية ذات أبعاد هيرمونيطيقية، فهي لا تقف في حدود التأويل بل تحاول وضع قواعد تأويلية لا بد للمعبر أو المفسر أن يلتزم بها. وما نتقصده بالبحث في هذه المدونة هو محاولة التلطف في تفسير أمرين مترابطين: - نسعى من جهة أولى إلى فهم ظاهرة الانفلات اللغوي في الحلم وفي النصوص الشبيهة التي لا تخلو هي الأخرى من خصائص الحلم ومميزاته. - ونرمي من جهة ثانية إلى إبراز ما به يكون الانضباط أي القواعد التي يحد التأويل بواسطتها من جموح اللغة ويخضعها إلى متطلبات الفهم. ولعل في استيضاح مكنونات هذا الجدل بين حركة الانفلات اللغوي وحركة الضبط التأويلي ما يمكن أن يساهم في كشف بعض أسرار تلك العلاقة العجيبة بين النص وأفعال القراءة والفهم والتأويل في حالة من الحالات التي يكون فيها التوتر على أشده. "غالبا ما نكتشف تحت الازدراء الظاهر لقواعد المنطق إشارة إلى المضمون العقلي لأفكار الحلم" سيغموند فرويد- الحلم وتأويله

عناصر مشابهة