ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التأثير المتبادل بين الربيع العربي و الداخل التركي

المصدر: التقرير الاستراتيجي الثاني عشر الصادر عن مجلة البيان: الربيع العربي - المسار - والمصير
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: غل، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير12
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2015
مكان انعقاد المؤتمر: القاهرة
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان - المركز العربي للدراسات الإنسانية
التاريخ الهجري: 1436
الصفحات: 235 - 253
رقم MD: 624716
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

34

حفظ في:
المستخلص: لا شــك أن تركيــا فوجئت بالثورات العربية كما فوجئت الحكومات العربيــة والغربية أيضًا، ولكن المفاجأة لم تدفعها إلى ردود أفعال خاطئة، بل قامت بحركات مدروسة، في مقدمتها: الدعوة لوقف إراقة الدماء بين أبناء الوطــن والملة الواحــدة، والعمل على تحقيق مطالــب المحتجين والمتظاهرين بالطرق الســلمية والتفاوض، وفي مقدمتها الخضوع لمطالب الشعب، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية. إن المشــكلة التي يواجهها هذا البحث هي غموض التأثير المتبادل بين الربيع العربي والداخل التركي، لدرجة جعلــت البعــض يتوهمون أن حكومة العدالــة والتنمية هي من يقف وراء ثورات الربيــع العربي، ويتهمون حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان بالسعي إلى التوسع الإقليمي على أساس مفهوم العثمنة. لقد كان لحزب العدالة والتنمية مواقف واضحة مؤيدة ومستبشرة بثورات الربيع العربي؛ نظرًا للتجربة التي خاضها حزب العدالة والتنمية في دعم الديمقراطية، ودعم نشــوء الدول التي تحترم شــعوبها، وتحترم حقوق الإنسان، وتحترم ثقافة وحضارة شعوبها، بغض النظر عن هوية تلك الشعوب الدينية أو الثقافية أو السياسية، فإذا كانت تلك الشــعوب ممن يشــاركون الشــعب التركي قيمه وتاريخه الحضاري، فإن ذلك كان مبعث ســرور أكبر، وتأييد أوســع، دون أن يكون هو علة الســرور ولا التأييد؛ لأن الحكومة التركية لحزب العدالة والتنمية لا تعامل شعوب العالم على الأسس الأيديولوجية، وإنما على أساس احترامها للديمقراطية وحقوق الإنسان وعدم الظلم والاســتبداد، ولذلك كانت مواقفها واضحة من ثــورات الربيع العربي، وكانت مواقفها مقنعة لقطاع كبير من شــعبها، بل لجميع شــعبها باستثناء قطاعات قليلة وضعيفة التأثير أيدت مثلاً بعض حركات الردة على دول وحكومات الربيع العربي. إن فهــم حقيقــة التأثير المتبادل بين الربيع العربــي والداخل التركي يحتاج إلى دراســة مراحل تكوين العقل التركــي الحديــث، وبالأخص في القرن الأخير من جهة، وبصورة أكثــر خصوصية في العقد الأخير الذي حكم فيــه حــزب العدالة والتنمية، وكان له توجهات واضحة في سياســة تصفير المشــاكل، وتوقيع مئات الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية بين الحكومة التركية والحكومات العربية قبل الربيع العربي وبعده، بما يؤكد أن حكومة العدالــة والتنميــة التركية لم تكن صانعــة لثورات الربيع العربي، وإنما كانت مؤيدة لها ضمن الرؤية الراســخة للتيــار المحافظ التركي في توثيق العلاقات مع الدول العربيــة، وضمن الرؤية العصرية لحزب العدالة والتنمية في مساندة كافة شعوب العالم، ومنهم الشعب العربي في تبنّي النهج الديمقراطي اجتماعيًّا وسياسيًّا.

عناصر مشابهة