المصدر: | مجلة الحقوق والعلوم السياسية |
---|---|
الناشر: | الجامعة اللبنانية - كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية |
المؤلف الرئيسي: | أبو ضرغم، سميح (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع3 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الصفحات: | 252 - 287 |
رقم MD: | 625055 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo, EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
وكخلاصة لما تقدم أعلاه، فإن الاعتبارات الروسية للتهديدات ولطبيعة الحرب المحتملة لم تتغير جذريا عن تلك التي كانت موجودة قبل انتهاء الحرب الباردة. فبتغبير بسيط في الهيكلية، تغطي الاستراتيجية الروسية القضايا نفسها تقريبا، وتخدم الأغراض السياسية والعسكرية التي كانت تغطيها سابقتها السوفياتية. فروسيا ما زالت تنظر إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي باعتبارهما التهديد الرئيسي لأمنها القومي- إن لم يكن أكيدا فإنه محتمل جدا على الأقل- وتنظر، كما هو الحال في المفاهيم السوفياتية، إلى احتمال اندلاع حرب إقليمية مع الصين. إلا أن من الصحيح أيضأ القول إن هنالك الكثير من الاختلافات في ما يتعلق بالهيكلية والتحديات الجديدة، وكذلك الاستخدام الموسع للقوات التقليدية، بل هنالك حتى استراتيجية نووية جديدة، إلا أن هذه التغيرات يمكن فهمها إذا ما أخذنا بعين الاعتبار خلفية موقف روسيا الأمني في أعقاب الحرب الباردة، التي سببت ظهور اعتبارات إضافة بالتهديد، خاصة تلك التي تسببها الحركات الإسلامية المتطرفة، فضلا عن ظهور مشكلات أمنية في الجمهوريات السوفياتية السابقة، بل وفي داخل روسيا نفسها (مشكلة الشيشان)، وهو ما استدعى الحاجة إلى وجود قوات تدخل تستخدم القطع النظامية، وتكييف الاستراتيجية النووية وفق الضعف النسبي في القوات الروسية التقليدية لتتلاءم مع استراتيجيات القوى النووية الأخرى. عموما، لا تعني هذه التغيرات على أية حال وجود تغيير جذري في هذه العقيدة عما كان موجودا في العقائد السوفياتية السابقة، بل إنها محض عقيدة معدلة تم اتخاذها لتواجه التهديدات الأمنية والواقعية العسكرية الجديدة. ولكن الرأي العام والشامل الخاص بالتهديدات والحرب المتوقعة ظل، بشكل ما، قريبا من المقاربات السوفياتية؛ فالاستراتيجية السوفياتية لم تكن جامدة، بل كانت تتمتع بنوع من المرونة حيال الظروف المستجدة والعقائد السياسية الجديدة، بينما بقيت غير متغيرة بما يخص منطلقاتها الأساسية. وقد اتبعت الاستراتيجية الروسية هذه التقاليد نفسها، وكيفت الآراء السوفياتية لتلاءم الظروف المستجدة للبيئة الأمنية لما بعد الحرب الباردة دونما تغيير في المرتكزات الأساسية. في النهاية، نستطيع أن نقول إن ما تتطلع روسيا الاتحادية إليه يندرج على مستويات ثلاثة: - تأكيد خروج روسيا من ماضيها. - حصول البلاد على الاستقرار من خلال تحقيق سياسة التنمية دون إبطاء. - التحرك على الساحة الدولية من منطلق احتفاظ روسيا بمكانتها كقوة كبرى، حتى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. |
---|