ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العلاقة بين الحرية الفكرية والدين : المنهج الموضوعى للسيد الصدر والتحرر الفكرى

المصدر: مجلة ثقافتنا
الناشر: وزارة الثقافة - دائرة العلاقات الثقافية العامة
المؤلف الرئيسي: جوهر، سليم عطية (مؤلف)
المجلد/العدد: ع9
محكمة: لا
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: آذار
الصفحات: 128 - 134
رقم MD: 628144
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

62

حفظ في:
المستخلص: ان ماهية الانسان كونه قوة مفكرة ومدركة، فهو موجود عقلي ولكنه يتجه في التزامه تجاه القضايا المفاهيميه والاجتماعية على قول برغسون في مواقع مرة تكون عقلية وأخرى فوق عقلية وأخرى تحت عقلية، ان ما يدور مدار الغريزة فهو تحت عقلي، وما يدور مدار الأمور الروحية أو الوثبة فهو فوق عقلي، وما بين هذا وذاك فهو عقلي، فإن الموجود الإنساني لو لم يكن عاقلا فإن الحرية وعدمها لديه سواء حيث تكون الغريزة هي الأمر الفاعل، وكذلك الأمر بالنسبة للدين فعند عدم وجود العقل ينتفي التكليف الديني، لذا فالعقل هو الباحث عن الحرية كما هو الباحث عن الدين. والعقل هنا هو الوسط الذي يحمل العلم والذي يستلزم وجود معلوم وكذلك الإدراك أيضا يستلزم وجود المدرك. وعندما يكون العلم هو حضور صورة الشيء عند العقل، أو فقل انطباعها في العقل، والعقل هنا من الممكن أن يفهم بمعنى القصد أو بمعنى الطريق. ففي الأول أي كونه قصدا أي عندما يكون العقل هو محل انطباع الصور فهو مخزن للانطباعات يتلخص في الجمع والخزن فقط وهذه الانطباعات هي عين الواقع وعين تشخصه، فعند ذلك ينزل العقل الى مستوى الغريزة لأنه يتمثل بكونه حاملا لغايات نهائية صادقة وحقيقية ويقينة، أي أن المقصد معلوما له من البداية، أي أن بداية الطريق نهاية عمل العقل، حيث العقل بما هو عقل ذاتي. لكنه في الثاني أي عندما يكون العقل طريقا لفهم الواقع وتشخيصه، بمعنى أن هذه الانطباعات ليست هي عين الواقع بل لابد له من دليل بقيمه العقل ويستنبطه لكي يشخص الواقع، ويحصل له اليقين، أي أن العقل هو الطريق للوصول إلى القصد من خلال اقامة الأدلة، بمعنى أن المقصد ليس معلوما منذ البداية، فالعقل هو عين التعقل. فالعقل متحرك ويسعى إلى حدوث التشخيص للواقع. من هنا نخلص الى أن الحرية (بالنسبة للأول لا تكون الحرية مهمة، ولكن للآخر لا يستغني عن الحرية، الأول لا يتحرك حتى يحس بحاجته للحرية، بينما الثاني لا يمارس وظيفته ما لم يستمد القوة من الحرية.) فالعقل في بحثه عن الحقيقة لتشخيص الواقع يحتاج إلى فضاء آخر هو الحرية. ان الحرية تتقدم على كل شيء (فالحرية أصل وأساس، ولماذا لا تكون كذلك؟ فنحن حتى لو تحركنا في خط الإيمان والدين والعبودية لله تعالى فإن ذلك بسبب إختيارنا الحر لمضمون الإيمان وقبولنا بهذا الدين، فالعبودية الحقة مسبوقة بالحرية بل هي عين الحرية على قول الصدر. اذن فالحرية هي الأصل، الحرية تعني وجود فهم متعدد لحقيقة واحدة، لكن هذا الفهم لا يمثل الحقانية، بل يمثل الفهم الموضوعي والواقعي في البحوث المعرفية. إن فكرة تطابق الذاتي والموضوعي في الفهم الديني لدى غير المعصوم هو نزوع ايديولوجي وتوجه يحمل في طياته تصلب. فالحقيقية الحقائية للديني الذي يتجاوز الزمان والمكان هو أمر (فوق تاريخي) على قول السيد الصدر، أما الامر الموضوعي فهو التاريخي، أي تلك النظرية التي تنطلق من الواقع لتجلس بين يدي النص لتستخرج منه نظرية دينية لحل المشكلات المستحدثة. فهنا أيضا مطابقة بالمعنى الأضيق للذاتي والموضوعي، وإلا لما كان هناك حلا دينيا مستخرجا من بطون النص الديني. فالمطابقة هنا حاصلة بين الذاتي والموضوعي، لكن هذه المطابقة ليست نهائية بل هي متغيرة بتغير الواقع والزمن، لذا فلا تعارض بين التغير والدين. وهذا التغير لا يمكن ان يحصل اذا لم يكن له قدرة في الخروج عن ما هو متعارف ومتألف عليه، وهذه القدرة تحتاج إلى إرادة، والسيد الصدر في بحوثه حول السنن يقرر، إن السنة التاريخية بقدر ارتباطها بقدرة الله سبحانه وتعالى في الهداية وأيضا عدم الإرغام والاختيار الإنساني، من خلال جعل (الإنسان دائما مشدوداً إلى الله لكي تبقى الصلة وثيقة بين العلم والإيمان. ص 73 المدرسة) ((إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))، الرعد 11 فالطابع الرباني للسنن ليس بديلاً عن الاختيار الإنساني لهذا (أكد سبحانه وتعالى على أن المحور في تسلسل الأحداث والقضايا هو إرادة الإنسان. ص 75 المدرسة) فالسنة التاريخية لا تجري من فوق رأس الإنسان بل تجري من تحت يد الإنسان ص 76 المدرسة) فكما ان الدين حق وأمر تكويني، فالحرية كذلك هي حق وأمر تكوين (لا تكن عبدا لغيرك وقد خلقك الله حرا)، لذا فلا يمكن للإنسان ان يكون عبدا حقا العبودية اذا لم يكن حرا.

عناصر مشابهة