ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النسق البنيوى والفضاء الشعرى في قصيدة السياب : وصية من محتضر

المصدر: مجلة العلوم الانسانية
الناشر: جامعة بابل - كلية التربية للعلوم الإنسانية
المؤلف الرئيسي: السادة، بشائرأمير عبد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع19
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2013
الصفحات: 111 - 118
DOI: 10.33855/0905-000-019-011
ISSN: 1992-2876
رقم MD: 635453
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

36

حفظ في:
المستخلص: يحتل الفضاء الشعري حيزا كبيرا في قصيدة السياب (وصية من محتضر) ونقصد بالفضاء الشعري بنية الزمان والمكان معا إذ ان كلا منهما لا يتحقق بدون الآخر. فالمكان ليس شيئا معزولا أو تكوينا مجردا اذ انه يشكل مع الزمان بنية متكاملة لا يمكن الفصل بينهما فهما وجهان لعملة واحدة فبينما يكون (المكان المجال الخارجي الذي تحدث في اطاره الظواهر، فان الزمن يمثل المقابل الباطني للمجال الخارجي للمعرفة والذي هو المكان لذلك فان الزمن لا يمثل شيئا خارجا عن الذات بل انه يحتاج ليفقه إلى كل حساسيتنا)( ). وللفضاء الشعري في نص السياب دلالة خاصة نابعة من تجربة الشاعر ذاته الذي احال الفضاء الشعري الى احساس ورؤى معبرة اسهمت في تحويل المكان الحقيقي الى رؤية ذاتية. اما النسق فهو النظام الكلي الذي يحكم النص الشعري والذي يسعى البحث المنهجي إلى اكتشافه في شموله الكلي أي الشمول الذي يسعى إلى اكتشاف القوانين الكلية التي تنطوي عليها الظواهر سواء بالاستنباط أو بالاستدلال ( )، وبما ان دراستنا تنطوي على اكتشاف الفضاء الشعري المحرك للنص لذا سنحاول قراءة نسق الحضور والغياب للزمكان للاستدلال من خلاله على النسق الكلي المحرك للنص الشعري. لكل مبدع نظرة خاصة للوجود وللكون يعبر من خلالها عن رؤيته وهنا ما يتجلى في النص الإبداعي فكل نص ما هو إلا جدلية تمت صياغتها من قبل المبدع بوساطة المنظور الذي نظر به الكاتب إلى العالم، إذ ان النص يتشكل من مجموعة من البنيات الأساسية والفرعية تحكم هنا المنظور، وهذه البنيات تتجلى بوساطة الأنساق، والمنظور هو الذي يحقق الجدلية فالحدث داخل النص يوحي بنسق تقليدي أو جديد، وان أي نص محكوم بلغة تمثله مرسومة في البياض بمعنى انها مادية تراها بالعين إلا انها لا تكتمل إلا بالقراءة وهذه القراءات تعد وجهات نظر ( ) والقارئ له دور فاعل في الكشف عن أمور لم يصرح بها النص مباشرة، وهذا الكشف لا يتم إلا بالتفاعل العميق بين القارئ والنص ( )، (فالعمل الأدبي بخصائصه الأسلوبية واندراجه التاريخي ضمن جنس أو نوع انما يتحدد باستقباله وما يتحقق جماليا بالقراءة، وتلك مهمة المتقبل الذي يذهب إلى النص بذخيرته كما يداهمه النص نفسه بذخيرته وعبر هذا التفاعل يتم اكتساب العمل الأدبي ملموسية ما نفتقدها في الدراسات التي تقف عند حدود التقبل ولا تتفحصه) ( ). لقد وقع اختيارنا في التحليل على قصيدة بدر شاكر السياب (وصية من محتضر) وسنحاول في قراءتنا لهذا النص ان نجد البنية الكبرى المحركة للنص فضلا عن الأنساق الداخلية، وسنعالج في هذه القصيدة ثنائية المكان / الزمان، لأنهما على صلة وثيقة بحياة الإنسان، فالمكان ليس شيئا معزولا أو تكوينا مجردا بل انه بناء أساس يحمل مواقف وعواطف وخلجات تؤشر دلالة النص ويدخل المكان ضمن عملية التفاعل الحياتية للإنسان فيصبح جزءا من الواقع أو محتويا لجزء من الواقع ( ). فضلا عن ذلك فالفضاء الشعري يمثل نظاما من أنظمة النص المهمة إذ ان النص الشعري يشكل مجموعة من الجمل المتواترة تشكلها الكلمات وهذه الجمل تحكمها أنظمة بنائية مختلفة، والفضاء الشعري احد هذه الأنظمة الذي ينظم النص ليشكل في حد ذاته نظاما بنائيا مستقلا ( ). وما يلاحظ ان للمكان سمة خاصة في شعر السياب فقد شكل عنده (دالا ... ومدلولا) وولد صورا شعرية ومدها ببعد تاريخي كما ضمنها انفعالات الشاعر وأحاسيسه الخاصة ( ). ومن هذا المنطلق سنحاول قراءة النص عبر الفضاء الشعري المهيمن على النص.

ISSN: 1992-2876

عناصر مشابهة