ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المضامين التربوية للفكر الصوفي في الإسلام

المؤلف الرئيسي: للوه، عمر محمد سعيد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: عويدات، عبدالله أحمد (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2009
موقع: عمان
الصفحات: 1 - 239
رقم MD: 636497
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه
الجامعة: جامعة عمان العربية
الكلية: كلية الدراسات التربوية والنفسية العليا
الدولة: الاردن
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

593

حفظ في:
المستخلص: هدفت هذه الدراسة التعرفَ إلى ما تضمنه الفكر الصوفيُّ في الإسلام، من فلسفةٍ للتربية وأهدافها، والمنهاج التربوي وأساليبه، والعلاقاتِ بين الشيخ المربي والمريد المتربي، والأدوار التربوية للمؤسسات الصوفية. وتحقيقا لهذا الهدف حاولت الدراسة الإجابة عن سؤالها الرئيس: ما المضامين التربوية للفكر الصوفي في الإسلام؟ وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الفرعية الآتية: 1- ما الفلسفة التربوية وأهدافها في الفكر الصوفي في الإسلام؟ 2- ما المنهاج التربوي وأساليبه في الفكر الصوفي في الإسلام؟ 3- ما العلاقات التربوية بين الشيخ المربي و المريد المتربي في الفكر الصوفي في الإسلام؟ 4- ما الأدوار التربوية للمؤسسات الصوفية في الإسلام؟ وقد اعتمدت الدراسة إجراءات المنهج الوصفيَّ الذي هو أحد مناهج البحث النوعي الذي تنتمي إليه الدراسة، حيث اتبع الباحث جملة من الإجراءات المنهجية، منها: القيامُ بقراءات أوليّة موسعةٍ في مصادر الفكر الصوفيٍّ الإسلامي، قبل تحديد مشكلة الدراسة، وصياغة أسئلتها، ثم العودةُ إلى القراءة المعمقة للفكر الصوفيّ من مصادره الرئيسة، لجمع الحقائق والمعلومات عن الظاهرة المدروسة، ثم تصنيفها وّفق موضوعاتها، وتوثيقها، وتحليلها، ومناقشتها؛ لاستخلاص النتائج منها، وتقديم التوصيات بشأنها. هذا، وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، منها: - إن أسس الفلسفة التربوية في الفكر الصوفي في الإسلام تنبثق من منظومة فكرية شمولية تعبر عن الرؤية الصوفية للخالق والمخلوق، والعلاقة القائمة بينهما، وتتمثل هذه الأسس في الإيمان بالله، والإقرار بوحدانيته، وبربوبيته، سبحانه وتعالى، لكل ما يقع في دائرة الخلق، إذ ليس للمخلوقات وجود قائم بذاته؛ بل وجودها مرتهن بما تمدها به الإرادة الإلهية من أسباب البقاء ومقومات الاستمرارية. - ولأن الإنسان المتصوف هو الأوثق صلة بالله، سبحانه وتعالى؛ من بين جميع المخلوقات، فقد ارتقت فلسفة التربية الصوفية به معلما ومتعلما غاية الارتقاء، حيث تمثلت الغاية الرئيسة للتربية الصوفية في معرفة المريد المتربي بالله، عز وجل، بإشراف شيخه المربي في الطريقة الصوفية، والذي سبق له أن سلك مقامات الطريقة، بعد قيامه بأحكام الشريعة، فملك لباب الحقيقة. وتكون هذه المعرفة الصوفية بالله إلهاما قلبيا مباشرا، وهو ما اصطلح عليه بالعلم اللدني الذي يُعلّمه الله بعض عباده الذي يختصهم برحمة. ويُشترط لقبوله موافقته عقيدة الإسلام. - إن منهاج التربية الصوفية في الإسلام مكون من جانبين: جانبٍ نظري مصادره الرئيسة القرآن الكريم وعلومه، والسنة النبوية، وعلوم التصوف، واللغة العربية. وجانبٍ عمليّ يشتمل على الأداءات التعبدية للفرائض والنوافل. وقد واءم المنهاج التربوي للطرق الصوفية الريادية المعاصرة في بلاد الشام، كما ظهر لدى مؤسس الطريقة الشاذلية اليشرطية، الشيخ علي نور الدين اليشرطي، بين الخصائص التراثية للفكر الصوفي الإسلامي في المغرب العربي، وبين مستجدات الحياة الاجتماعية في المشرق العربي، إذ قدم الشيخ اليشرطي منهجا تكامليا في التربية الصوفية جمع بين الحقيقة والشريعة، وبين الفكر والممارسة، وبين المجاهدة والأخلاق.

- كما اتصف المنهج التربوي الصوفي في الطريقة الشاذلية اليشرطية، بتأسيس التربية على قاعدة المحبة في الله، وباعتماد برنامج تربوي إثرائي ميسر، تنوعت فيه الأساليب التربوية، العملية والنظرية، إذ تمثلت الأساليب العملية في منظومة من نوافل الأوراد والأذكار الشرعية الراتبة الأداء بعد الفرائض، وكذلك في الاحتفاء بالمناسبات الدينية الإسلامية. وأما الأساليب النظرية فتمثلت في توظيف الشيخ اليشرطي لأساليب التربية بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبالقدوة، وبالوعظ والإرشاد، وبالحوار والمناقشة وبالتشبيه وضرب الأمثال. - إن العلاقة التربوية في التصوف الإسلامي بين المعلم والطالب علاقة مميزة، تقوم على المحبة والاحترام والرعاية، نظرا لما يحظى به الشيخ المربي الصوفي من مكانة رفيعة، باعتباره نائبا عن الرسول، عليه الصلاة والسلام، في الدعوة إلى الله، تتوافر فيه الكفايات العلمية والمسلكية الرفيعة التي تؤهله للقيام بمهمة إرشاد المريدين إلى طريق الحق، ولما يتصف به المريد من إرادة وتصميم على الالتزام بالمنهج التربوي الصوفي، ومن التحلي بالآداب التي تيسر له ذلك. - إن مؤسساتِ التربية الصوفية في الإسلام على نوعين: مؤسساتِ عامةٍ مشتركة بين مختلف مدارس التربية في الإسلام، كالمساجد. ومؤسسات خاصة بالمدرسة الصوفية، كالزوايا والرباطات. وفي كلا هذين النوعين من المؤسسات التربوية، عُقدت حلقات الدرس، في مختلف العلوم الإسلامية، وخاصة في علم التصوف، لنشر تعاليم الإسلام بين الناس، وتعميق مفاهيمه في نفوسهم. وفي ضوء هذه النتائج، اقترح الباحث بعض التوصيات، منها: - أن يستلهم منظرو الفكر التربوي الإسلامي المعاصر، ما تضمنه الفكر الصوفي في الإسلام من أسس روحية، وقيم أخلاقية، وهم يشرعون في بناء فلسفية للتربية العربية الإسلامية. - أن تنشئ مؤسسات التعليم العالي، في العالمين العربيّ والإسلاميّ، مراكز للبحث العلمي المتخصص في مجال الدراسات الصوفية، تعتمد لها باحثين متخصصين، وتوفر لهم إمكانات القيام بدراسات نوعية في هذا المجال.وأن تنظم الجهات المعنية بالشأن التربوي، مؤتمراتٍ وندوات دورية متخصصة في التربية الصوفية في الإسلام، يشارك فيها أعلام الفكر الصوفي المعاصر. – أن يتم إعداد الدعاة، وأئمة المساجد، وخطبائها، وفق برامج محكمة التخطيط، والتنفيذ، ترتكز على مبادئ التربية الصوفية الإسلامية، في الدعوة إلى لله، بالحكمة، والموعظة الحسنة، بعيدا عن الترهيب، والغلو، والتطرف الديني، الذي يسود الخطاب التربوي لدى بعض الاتجاهات السلفية المعاصرة.

عناصر مشابهة