المصدر: | مجلة دفاتر البحوث العلمية |
---|---|
الناشر: | المركز الجامعي مرسلي عبدالله بتيبازة |
المؤلف الرئيسي: | ولد العروسي، الطيب (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Wild Al Arusi, Al Tayib |
المجلد/العدد: | ع4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الجزائر |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الشهر: | جوان |
الصفحات: | 32 - 43 |
ISSN: |
2335-1837 |
رقم MD: | 643242 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لا يوجد تناقض أو تعارض بين العولمة والمواطنة، لأنهما أصبحتا تتكاملان في توصيف الوضع الثقافي والعقائدي للشمال الإفريقي أو ما يسمى لدينا بتعبير أصح "المغرب العربي". فالمواطنة شيء مفروض على أمتنا بحكم المكونات الأساسية الثابتة من انتماء جغرافي وتاريخي وديني وغيره من العناصر المؤسسة الأخرى، بينما الطرف الثاني، أي العولمة فإنه صيرورة واقعية في نطاق التطور الحضاري أولى بأهل المواطنة أن يعتنوا به ويستثمروه كنتاج للعصر الحديث، في حضن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي يصبوا إليها كل مواطن حر ذوّاق للحرية، راغبا في التطور العام لهذه الأمة حسب الوجهة الصالحة التي تراعي التقدم الاقتصادي والترقية الاجتماعية وحرية التعبير كشرط حتمي في بناء الهوية الشخصية للمواطن فردا وجماعة، لأن المنطقة المغاربية تتوفر على طاقات بشرية ومادية ومالية "على الصعيدين الوطني والجهوي للخروج من المأزق والتغلب على التخلف المتعدد الأوجه"23 فلا شك أن أمل بناء اتحاد المغرب العربي ودفعه من جديد على أسس واضحة ورزينة يعد من بين أهم الاحتمالات والأهداف المنشودة، لأنه هو الذي يفتح المجال أمام شعوبه للعيش في ازدهار ونعيم منتظر، "لأن الاندماج المغاربي يفرض نفسه كحتمية ضرورية ليس فقط لتقليص الديون المغاربية والتبعية للخارج، لكن أيضا لخلق مجال اقتصادي مغاربي بغية تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي لسكان المنطقة، هذا كله ممكن إذا قبلت البلدان المعنية لعب ورقة الديمقراطية، بالإضافة إلى التضامن الجهوي والاستقرار الاقتصادي والسياسي في كامل المنطقة"24 فهذا التكتل يفتح المجال على مزيد من التلاحم والاندماج مع بقية التكتلات الإقليمية الإسلامية، ويؤكد عملية التآزر والتكامل والأخوة ويشجع على بعث "العملاق النائم" كما يسميه الاستراتجيون، ويقصدون به العالم الإسلامي، لكي ينهض ويأخذ مكانه الريادي المطلوب. كما يؤكد على ذلك المستشرق الفرنسي أندريه ميكال حينما يتطرق إلى تاريخ هذا العالم الممتد عبر عدة قارات لا حظ بأن الحدود لم تكن موجودة "لا نصادف أي حدود في كل الفضاء الإسلامي، حتى إذا ما أخذنا سلطة محددة بدقة مثل سلطة الفاطميين بالقاهرة. والشيء الوحيد الذي يبدو في الأدب الجغرافي معبرا عن الحدود هو المواقع التي كان يدفع فيها التجار الإتاوات. بيد أنها بعيدا على أن تقارن بما ندعوه اليوم الحدود"25. هذا هو المأمول على المدى القريب أو المتوسط حينما تكون التكتلات قائمة على فعل حقيقي تخدم مصلحة الشعوب في مواجهة البطالة والتشرذم والفقر والهيمنة الإمبريالية بمختلف مشاربها ومدارسها وعلى رأسها العولمة التي صنعتها أو بلورتها الدول الغربية لخدمة مصالحها، وبالتالي السيطرة على خيرات العالم العربي الإسلامي. |
---|---|
ISSN: |
2335-1837 |