المستخلص: |
يعتمد الباحث المختص في تاريخ المغرب الإسلامي الوسيط على مجموعة من المؤلفات التراثية بمختلف أنواعها مما يجعله يتعامل مع نصوص أدبية بدل وثائق الأرشيف. وجاء هذا المقال ليقدم قراءة لهذه الوضعية في محاولة للإجابة على عدد من التساؤلات المطروحة حول سبب قلة وثائق الأرشيف، إن لم نقل انعدامها في كثير من أقاليم دار الإسلام. هل يمكن تفسير ذلك بسيطرة ثقافة المشافهة على التنظيمات الإدارية أم أن ذلك راجع إلى غياب تقاليد أرشيفية واضحة المعالم؟ إن الإنتاج المعرفي التاريخي ينفي الفرضية الأولى ويربط الإشكالية بمفهوم الدولة في المجال العربي الإسلامي المتميزة أساسا بحصرها في أسرة حاكمة تنتهي بانتهاء هذه الأخيرة. وفي الوقت نفسه، كيف نفسر غزارة المؤلفات التاريخية في بلاد المغرب كما في بلاد المشرق مقارنة بالثقافات والحضارات القديمة والوسيطة؟ لقد حاولت الإجابة على هذا السؤال انطلاقا من إشكاليات فرعية تتعلق بالغاية من كتابة التاريخ، والوسط الذي كتب له، ولمن هو موجه في النهاية.
|