ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







إسرائيل: ما بعد الانتخابات المبكرة المعطيات الراهنة والمستقبلية

المصدر: مجلة الديمقراطية
الناشر: مؤسسة الأهرام
المؤلف الرئيسي: فهمي، طارق (مؤلف)
المجلد/العدد: مج15, ع58
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: أبريل
الصفحات: 175 - 181
ISSN: 2356-9093
رقم MD: 654177
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

30

حفظ في:
المستخلص: يدرك نتنياهو أن إمكانية تشكيله الحكومة المقبلة لا تعتمد فقط على فوز معسكر الأحزاب اليمينية في الانتخابات المقبلة؛ فهذا أمر بات شبه مفروغ منه، ومن المتوقع أن يصل مجموع المقاعد التي ستحصل عليها أحزاب الليكود، والبيت اليهودي، وإسرائيل بيتنا، وشاس، ويهدوت هاتوراه، وحزب موشيه كحلون، إلى أكثر من 70 مقعداً في الكنيست. لكن المشكلة التي يواجهها نتنياهو تتمثل في إمكانية أن يرفض كل من ليبرمان وموشيه كحلون اللذين ينسقان مواقفهما، الدخول في ائتلاف حكومي معه. وتتوقع استطلاعات الرأي العام حصولهما سوياً على 20-22 مقعداً في الكنيست. ويشكل هذان الحزبان الأساس في أي مفاوضات لتشكيل أي ائتلاف حكومي. ومن الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، سيجعل من الانتخابات المقبلة استفتاءاً عاماً على شخصه وليست سياسته التي لا تحظى بقبول وزراء الائتلاف الحالي أو حتى قادة الأحزاب الأخرى خارج الكنيست وستستمر الساحة السياسية الإسرائيلية تعيش أجواء متردية بفضل القوانين العنصرية أو القوانين المعادية للديمقراطية أو بسبب تعاظم الاستقطاب والجنوح لليمين والتطرف ولن تنجح أي انتخابات مقبلة في حسم هذه الأمور كما لا يبدو أن حزب العمل ومعسكر اليسار مؤهلاً لتحقيق أي إنجازات في إسرائيل في ظل تغييب البعد السياسي والتركيز على البعدين الأمني والاقتصادي واستمرار الخلافات داخل معسكر اليمين الحاكم سواء قبل أو بعد الانتخابات، خاصة في ظل الصراع القائم والمستمر بين اليمين المتطرف واليمين العقلاني. وإذا كانت التوازنات داخل اليمين (ليبرمان – الليكود) والبيت اليهودي والحريديم هي ما جعلت رئيس الوزراء نتنياهو يستمر في حكومته الحالية أكثر من عامين فإنه يصعب تخيل استمرار حكومة يمينية في ظل اختلال التوازنات، ولن يكون دخول أحزاب اليمين المتطرف خارج الائتلاف الراهن (الحريديم) في الحكومة الجديدة سهلا في حال حصولهم على مقاعد جديدة مع تسليمهم بأن رئيس الوزراء نتنياهو فضل تحالف نفتالي بينت – يائير لبيد على حسابهم، بل سيضعون شروطاً عديدة للالتحاق بأي حكومة جديدة مع استمرار المزايدات السياسية على حساب الملف الفلسطيني، وهو ما جعل ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا يطرح مشروعاً للتسوية يتضمن خطة سلام تدعو الحكومة الإسرائيلية لتشجيع الترحيل الطوعي لفلسطيني 48 عبر حوافز اقتصادية والإقرار بدولة فلسطينية في ظل تسوية إقليمية (تبادل للأراضي وربط السلام الفلسطيني الإسرائيلي وإنشاء الدولة الفلسطينية بإنجاز اتفاقيات مع الدول العربية). وستستمر إسرائيل في كل الأحوال في دوامة عدم الاستقرار السياسي والمجتمعي كما سيزداد تطرف البيت اليهودي لكسب أصوات المتطرفين في حين سيتجه حزب إسرائيل بيتنا بشكل متزايد نحو الوسط. إن استطلاعات الرأي لن تكون ركيزة للتكهن، وإنما يمكن التكهن بالفائز في الأسبوع الثاني من شهر مارس الجاري، وهو الذي سيسبق الانتخابات، وأنه بغض النظر عمن سيقوم بتشكيل الحكومة المقبلة فإن التأثيرات على عملية السلام تكون من الداخل العربي، والواقع السياسي – فلسطينياً وعربياً – يظهر أن اليمين أو اليسار لن يعطي شيئاً في ظل الواقع الفلسطيني أو العربي الراهن. في كل الأحوال فإن الانتخابات العامة المقبلة ستدور حول تشكيل حكومة متطرفة، وتعاني انفصام بالشخصية أو حكومة علمانيه تعرف كيف تطبق مبادئ الصهيونية بشكل يسيء لصورة إسرائيل في المحيطين العربي والدولي.

ISSN: 2356-9093