المستخلص: |
شهدت السنوات الأخيرة من القرن العشرين اهتماما كبيرا من قبل علماء الإدارة والمهتمين بتطوير أساليبها- بحثا عن أساليب إدارية متطورة تتناسب والتفاعل مع تحديات العصر، وتصلح للبحث عن حلول جذرية للأزمة (الإدارية والإنتاجية)- وتحسين الجودة التي انتقلت بدورها إلى التعليم؛ حيث أصبح ينظر للمدرسة الفعالة باعتبارها: وحدة صنع القرار ونواة التخطيط للمشروعات التعليمية بجانب مسئوليتها الفعلية عن ضمان جودة التعليم Educational quality"" وصار ينظر لمدير المدرسة الفعال بأنه المسئول عن التخطيط المناسب لتحقيق ما يتوقعه منه المجتمع، وذلك في ظل: انتهاج العمل ضمن فريق وتشجيع التعاون والانفتاح بالمدرسة على المجتمع المحلى المحيط بها؛ ومن ثم حل الكثير مما تعانيه المدرسة من مشكلات مع إثارة الوعى بضرورة الاهتمام بمشكلات البيئة المحلية المحيطة بها. وبينما أكد كل من (1990) T.J. Sergiovanni, (199)، (2002) W.D. Stevens (202) في الولايات المتحدة الأمريكية، (1995) Gowirtz, Ball, S. (173)، (2001) peter, Allan, (192) في إنجلترا، (2000) Helen, F. Ladd, Edward, B. Fisk, & (162)، (2001) Smith, R. & Clinton, J. (195) في نيوزيلندا. على أن دعم (الإدارة الذاتية للمدرسة) هو السبيل الأنسب للتغلب على المشكلات التعليمية على صعيد المدرسة؛ حيث إن الفاعلية الإدارية لهذا (المدخل) هي المفتاح الرئيس لتحسين وتجويد أداء المدارس في ظل تفعيل دور المجتمع في إداراتها بشكل أفضل؛ ومن ثم الحرية في اتخاذ القرارات التي تمكنها من النهوض بأدوارها بكفاءة، وفى ظل مناخ قوامه الشفافية والمساءلة أمام الرأي العام المجتمعي. فقد أكد الخطاب الرسمي-السياسي والتربوي-على صعيد جمهورية مصر العربية (145،45،44) على ضرورة التوجه نحو اللامركزية في إدارة التعليم، باعتبارها السبيل الأنسب لضمان تحسين وتطوير المدرسة المصرية (مناخا وإدارة وتعليما). وتضمنت وثائق تحديد ملامح السياسة التعليمية-منذ عام 1990م وحتى عام 2005م- مجموعة من الركائز والأسس كان أبرزها "حتمية توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في صناعة القرارات التربوية على كافة المستويات الإدارية (138، 144)". وحيث إن الإصلاح المنظومي لتطوير التعليم الابتدائي وتجويده يتطلب وجوب المشاركة المجتمعية الفعالة من قبل المربين وأولياء الأمور وكافة المعنيين بالعملية التعليمية- أفرادا ومؤسسات- على صعيد المجتمع المحلى المحيط بالمدرسة؛ تلبية لنداءات الخطاب الرسمي- السياسي والتربوي- وتفعيلا لنتائج الدراسات السابقة، ومواكبة للتطورات العالمية المعاصرة- المؤكدة على حتمية المشاركة المجتمعية في الخدمات التعليمية-، ودعما لاستقلالية المدرسة الابتدائية ودفعا للتحول بإدارتها من النمط المركزي التابع إلى النمط الذاتي الاستقلالي- اتفاقا مع معايير الجودة الشاملة ومجالاتها-وإيمانا بأن تجويد السياق المدرسي- المناخ، الإدارة، التعليم- يقتضى حتمية توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية الفعالة في كافة مجالس المدرسة الابتدائية؛ ضمنا لتفعيل الذاتية في إدارتها. لكل ما سبق أمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية في التساؤل الرئيس التالي: كيف يمكن تنظيم المشاركة المجتمعية بما يضمن تفعيل مدخل الإدارة الذاتية لمدارس التعليم الابتدائي بمحافظة الدقهلية؟ ويتفرع من هذا التساؤل التساؤلات الفرعية التالية: ١) ما طبيعة مدخل الإدارة الذاتية للمدرسة؟ وما أبرز نماذج التطبيق الفعال له؟ 2) ما الإطار المفاهيمي للمشاركة المجتمعية في التعليم؟ 3) ما المعالم الرئيسة لواقع المشاركة المجتمعية في التعليم الابتدائي بجمهورية مصر العربية منذ عام 1805م حتى 2004؟ 4) ما أهم آليات تنظيم المشاركة المجتمعية المطلوبة لضمان تفعيل مدخل الإدارة الذاتية لمدارس التعليم الابتدائي بمحافظة الدقهلية؟
|