المصدر: | مجلة أبحاث في اللغة والأدب الجزائري |
---|---|
الناشر: | جامعة بسكرة - كلية الآداب واللغات - قسم الأدب واللغة العربية |
المؤلف الرئيسي: | ماي، أمال (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع9 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الجزائر |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الصفحات: | 289 - 303 |
ISSN: |
1112-6280 |
رقم MD: | 656528 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الرواية فن مفتوح، مرن فضفاض، أقرب لحوت الأسطورة في قدرته على ابتلاع أجسام كاملة، فالرواية خطاب يتعدى سلطة مؤلفه بأصوات متعددة تتجاوز المعنى الباختيني، بل النص الروائي اليوم يتقاطع بين النص والتاريخ، بين المتخيل والواقع تقاطع الحدود الفاصلة بين عالم أنشأه فرد ثابت واهما أنه يملكه ويحكم حدوده، وزمن أرحب وأعقد لا يملك الفرد التحكم في مساراته. وعليه تسعى هذه المداخلة للوقوف على معمارية الكتابة العجائبية القائمة على تطويع الفنتازي والماورائي وتثير فضوله المعرفي، وتغريه للدخول في عوالمها السردية قصد اكتشاف المخبوء واستنطاق المسكوت عنه في النص والواقع. والرواية الجزائرية عامة والجلاوجية خاصة ركبت موجة التجريب والحداثة السردية واستعانت بالعجائبية لتصور الواقع على ما كان وما لم يكن، فما هي حدود الواقعي والعجائبي في رواية "سرادق الحلم والفجيعة""؟ وما هي جمالياته؟ تعتبر الرواية أكثر الأجناس الأدبية استيعابا لتحولات الحركة الثقافية والاجتماعية فالرواية العربية طمحت إلى تفسير البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بطريقة تعكس الواقع وتعريه، وهي في مسعاها هذا استندت إلى عوالم تخييلية مختلفة، منها ما هو أسطوري، عجائبي، ومنها ما هو تراثي وخرافي. والروائي إن استلهم هذه العوالم في بناء تضاريس نصه فهو يعمل على جعلها مكونا أساسيا من مكونات نسيجه الحكائية و الجمالية، باحثا - الروائي - عن صيغ تعبيرية قادرة على استيعاب ذلك الشرح والاستجابة لتقلبات الواقع، ومن هذه الصيغ نجد صيغة العجائبية التي احتوته وأخرجته بطريقة فنية جمالية وإن كانت في جوهرها تتعالى علي الواقعي و التاريخي وتتجاوزهما. والعجائبية هو انتهاك القوى غير طبيعية واللاعقلية لما هو مألوف وعادي في الواقع الإنساني، وبتعبير آخر هو انزياح عن قواعد العقل ونواميس الطبيعة عن قصد وعمد وثورة على الواقع وإدانته له، لبشاعته وغرابته. وتوظيف المبدع لهذا النمط كما يرى تودوروف (Todorov) يتطلب شروطا ثلاثة منجزة: يتعلق الأول بالقارئ، ويرتبط الثاني بشخصية أو شخصيات من النص، ويتصل الثالث بمستويات التأويل، وهذه الشروط هي: أن يرغم النص قارئه على التردد بين مستويين من التفسير للأحداث، تفسير طبيعي وآخر فوق طبيعي، ثم أن يكون هذا التردد محسوسا من طرف شخصية في النص، أخيرا ينتهى القارئ إلى موقف إزاء النص". ويركز "تود وروف" على سمة التردد (hésitation) باعتبارها لازمة العجائبي، إذ هي الفيصل بينه وبين الأسطوري، و العجائبي هو سبر لأغوار الواقع بوسائل غير واقعية و غير مألوفة، هو استجلاء للوجود بما ليس موجود. ورواية سرادق الحلم والفجيعة لعز الدين جلا وجي " تتبنى على منظور خيالي محض يتجاوز الواقع إلى اللا واقع ويصوره بطريقة عجائبية تجعل من لغة الرواية بناء فنيا متكاملا على صعيد التوليد الدلالي، وبهذا يكون "جلا وجى" قد لامس في روايته هذه نمط الكتابة العجائبية التي تفنن فيها هؤلاء الذين كتبوا "أدب البوابات السماوية" بقدرة عالية قلبت معطيات الواقع والسرد ونمط الكتابة التقليدية. فكانت روايته هذه رواية لكل الطقوس، حضر فيها المقدس والمدنس، وتقلبت بين طقوس متعددة ومنقلبة تقلب حال المدينة المومس التي تأنسن فيها الحيوانات وتقلبت فيها الأدوار، وتبادلت فيها الوظائف والممارسات حتى قاربت وتخامت مع الحدود والأجواء الأسطورية. ورواية سرادق الحلم والفجيعة تثقل كاهل المتلقي ولا تمنحه فرصة القراءة الأحادية، بل تجهده في رصد انزياحاتها، وتغريه لفك شفرات وسرادق الكتابة الجلاوجية، التي تميزت بلغة خاصة تؤدي وظيفتها الاتصالية التواصلية التي قصدها المبدع، هذا الأخير الذي امتلك لغة منحت مقصده الشكل والإيحاء المفارقين، حيث يلمس القارئ" أن اللغة العجائبية فيها تمهيد للحديث ضمنيا حول مواضيع نقدية، وبالتالي اكتسبت الشخصيات بعدا عجائبيا دلت من خلاله على معاناة المكان والزمان وقاطنيهما" |
---|---|
ISSN: |
1112-6280 |