| 520 |
|
|
|a يتناول البحث حالة بريطانيا العظمى من الناحية الاجتماعية والحضارية في الفترة الحرجة التي تلت الحرب العالمية الثانية، وبالأخص فترة الحسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين المعروفة بمسمى الحرب الباردة، من خلال أحد أكثر أنواع الأدب شعبية في تلك الفترة، وهو أدب الجاسوسية. تناولت قصص عميل الاستخبارات جيمس بوتد، التي ألفها الكاتب إيان فليمنج، الأمور الأساسية التي شغلت بريطانيا في تلك الفترة الحرجة من حفظ الأوضاع السائدة وتحديد هوية المواطن الإنجليزي ووضع الإمبراطورية الزائلة ببن القوى العظمى الأخرى. بعد الحرب العالمية الثانية، وجدت بريطانيا أن مكانتها كقوة عظمى قد أصبحت هشة بعد أن اضطرت للجوء إلى الولايات المتحدة وروسيا إلى جانب باقي دول الحلفاء لمساعدتها في التغلب على ألمانيا النازية ودول المحور. كما عانت بريطانيا نتيجة الحرب القاسية من تدهور وضعها الاقتصادي حتى أنها اضطرت للإعلان حالة القشف العام. هنا، ووسط تلك الظروف الشديدة، أخرج الكاتب يان فليمنج رمزا هاما للوجود. تم مواجها به تلك الشدائد وليكون عنصرا مهونا على الشعب البريطاني: العميل 007 أو جيمس بوند. حظي أدب الجاسوسية بشعبية واسعة إبان الحرب العالمية الأولى لتلبيته رغبة القراء الملحة في معرفة طبيعة أعمال الاستخبارات البريطانية ودورها الهام في تلك الفترة الحاسمة؛ وكذلك، وهو السبب الأهم، لميل تلك النوعية من الكتابات إلى "التهربية" أو تهوين قسوة الواقع. إلا أن قصص جيمس بوند لم تلجأ إلى الإسراف في اليسير والهروب، وإنما مزجت واقع بريطانيا وإبراز همومها ومشكلاتها بعد الحرب العالمية الثانية مع صورة المقاتل الفذ المدافع عن الوطن، جيمس بوند، وحياته المترفة المبهجة، رغم المخاطر التي يتعرض لها، فكان حلا مقبولا لمواجهة مشكلات العصر أحيانا. ويتناول البحث شخصية جيمس بوند بوصفها رمز الوطنية والمدافع عن صورة بريطانيا العظمى كقوة لا يستهان بها، منتهجا منهج ميشيل فوكو في كتابيه "القوة والمعرفة" والتهذيب والعقاب" إضافة إلى عدة نظريات نقدية تناول هذه الفكرة، حيث يلاحظ من قصص إبان فليمنج سعيه إلى الحفاظ على الأوضاع والقيم السائدة في ذلك الوقت حنى أصبحت القصص بمثابة سجن تهذب فيه الشخصيات المعادية لإنجلترا لتكون خاضعة للقوى المسيطرة التي تتولى مهمة الضبط والتهذيب بصفة دائمة، والتي تتمثل في صورة العميل ٠٠٧ ذو الترخيص بالقتل. فمن خلال عرض شخصية العميل ٠٠٧ كنموذج للرجل البريطاني الوطني القوى، والذي ينجح في كل مآربه، يصبح القاري محكوم بمنظور جيمس بوند للوطن ومؤمنا بقوة ذلك الوطن إلى درجة استعداده لمحاكاة مثل ذلك النموذج القوى بلا منازع. فجيمس بوند يتجر أداة بريطانيا في ترسيخ مكانتها بين دول العالم، ولكنه ينتمي إلى جهاز سرى لا يعرف المواطن العادي أبعاد قوته وإمكاناته الحقيقية، مما يتيح للمؤلف المحنك أن يضارب بالحقائق كما يشاء ويقنع القارئ بالصورة الدعائية لوطنه، وخاصة كونه، أي المؤلف، ملما بطبيعة الاستخبارات لعمله بها لفترة طويلة من حياته. وبذلك يدخل فليمنج إلى عقل القارئ الذي يتجاوب معه لحاجته إلى ذلك النموذج، حتى وإن قام بوند ببعض الأعمال المنافية للأعراف أو العدالة لتحقيق الغاية النبيلة وهي سلامه الوطن والقضاء على الأعداء؛ فالغاية تبرر الوسيلة وكل شيء مباح في الحرب، ولو كانت باردة.
|b This study discusses Great Britain’s social and national status during the Cold War, as projected in the popular genre of spy fiction; that of Ian Fleming’s James Bond in particular. The Bondian canon may be fictional but it is one that is deep rooted in wartime reality and created for a passionate nationalistic cause: the praise of Britain and maintaining her nationalistic concepts at that peculiar moment of history. The celebrated Secret Service agent and his world were created to face the aftermath of the major global collision of powers. The James Bond persona was ‘designed’ as a lone hero of the ‘Free World’. Moreover, the saga was chiefly either overt or subtle propaganda for the' victory over Nazism and the innate contempt of Communism. The narratives acted on boosting the society’s nationalist spirits, by providing a role model who could endure the hardships presented to him, and name and eliminate his foes using his ‘licence to kill’. Thus, the saga offered, not only an escapist world for its reader, but also a sort of resolution, to many of the social issues that arose at time - the notion of patriotism and nationhood -primarily. This study uses Michel Foucault's critical works: Power and Knowledge, and Discipline and Punish, among other critical views on Ian Fleming’s national hero and what has 'become known as the ‘Fleming world system’ - a fictional world through which the author managed to convey his nationalistic believes, preserve the status quo, and provide yet another undying figure of an English hero, one who could survive and overcome wars, even if it were ‘cold’. England is another matter altogether.... .... Of course, most of their strength lies in the myth - in the myth of Scotland Yard, of Sherlock Holmes, of the Secret Service. ... this myth is a hindrance which it would be good to set aside.(RUSSIA 36-7) Set against the havoc of Cold War ideologies and post- war geopolitics, and to preserve the British identity and national pride of an already battered British empire, the figure of the secret agent, James Bond, joins a long rank of fictional heroes who serve as formulas designed to vindicate the myth of Englishness and to defuse threats to the Western Free World, with England at its central, stage.. The Bondian saga is deep-rooted in wartime reality and immersed in the conflicting culture of the major world collision of powers that impregnated what George Orwell in 1945 called the ‘Cold War’. The saga is in a sense a war chronicle of the struggling endeavours to maintain the United Kingdom’s role as a world power, especially during the decolonization era, as well as propagating Ian Fleming’s passionate nationalistic cause: the praise of Britain at this critical moment of British history. The stories provide a highly successful fusion of traditional patriotic and status quo ideologies for England, with images and spectacle of the utilitarian post-ration society and the moral ambiguity of the late 1950s and early 1960s.
|
