المستخلص: |
تستهدف هذه الدراسة التحليلية الكشف عن الاتجاهات الفكرية لدى شعراء مدرسة "البيت"، وهي حركة أدبية مضادة للسلطة ولنظام المؤسسات، لجأ أعضاؤها إلى استخدام لغة الشارع في كتاباتهم، متطرقين إلى موضوعات خارج الأطر الأدبية المتعارف عليها، وكان من أبرزهم الشاعر ألن جنسبيرج (1926 – 1997)، الذي تمحور شعره حول سياق المدينة. يلقي البحث الضوء على السياق الحضري الذي طغى علي كتاب "البيت" متمثلا في أشادتهم بعالم الطبيعة البريء، وسعيهم لإنقاذ البشرية من التطورات التكنولوجية السريعة التي ستقود البشرية حتما إلى الهلاك. ومن ثم يحاول البحث إبراز الآتي: أولاً، الكشف عن العوامل الفنية والاجتماعية المؤثرة في تكوين السياق الحضري لشعراء "البيت" الذي يتميزون بأنهم أبناء الجيل الأول، أو الثاني من المهاجرين الأمريكيين الذين زحوا إلى الحضر، ليلتحقوا بمدارس المدن الكبيرة هذا بالإضافة إلى أن نزوح الطبقات الوسطى، والدنيا التي ينتمون إليها – إلى المدن، كان عاملا مهما في صبغ أدبهم بالصبغة الحضرية حيث تواجد شعراء "البيت" بصفة أساسية في مدن من مثل: نيويورك، وسان فرانسيسكو، ودنفر. وقد كان تواجدهم في تلك المدن بمثابة الملجأ للباحثين عن أسلوب حياة أدبية واجتماعية وجنسية لا تتناسب مع خلفيتهم الاجتماعية بوصفهم منتمين إلي الطبقة العاملة. ولقد اعتقد شعراء "البيت" أن هذه المدن هي عنصرهم المحوري في نشأة أدبهم الذي يجسد تلك البيئات التركيبية التي تعزز الإبداع والتعبير الحر عن آرائهم واتجاهاتهم الفكرية. ومن ثم فإن إبداعهم الأدبي لم يكن ليتحقق دون سياق المدينة. كما أن شعراء "البيت" قد رفضوا أشكال الشعر التقليدية رغبة منهم في تحرير الشعر الأمريكي وتأكيدا للأخطاء الفادحة التي ارتكبت في أمريكا في حقبة الخمسينات من القرن الماضي. وبالتالي فرن فكرة التمرد تحددت في هجرتهم وهروبهم بعيدا رغبة في الحصول على حريتهم واستقلاليتهم، لاكتشاف عالم جديد يعبرون فيه عن طموحاتهم وإبداعاتهم الفكرية. ثانياً: إبراز تأثير حركة "البيت" في تاريخ الأدب، وفي توظيف اللغة الإنجليزية بصورة تنم عن تمرد ثوري، حيث تخلص شعراؤها من القيود والأغلال التي كانت تكبل الأعمال المقبولة للنشر. ومن هذا المنطلق ألقى البحث الضوء على قصيدة جنسبيرج "عواء" التي وصفت بالقصيدة المعجزة، وهي القصيدة التي تسمى بها ديوانه "عواء وقصائد أخرى" الصادر عام 1956 م، والتي ارتبط بها اسمه، وذاع بها صيته وشهرته. وترثى "عواء" فقدان البراءة الفطرية، ولكنها تضع هذا الرثاء في إطار مدينة نيويورك الصاخبة. لقد أثار ديوان "عواء" ضجة كبيرة إبان صدوره، بل صارت هذه القصيدة محور قضية شهيرة عام 1957 م بوصفها تدعو للفحشاء، تلك القضية التي سلطت الضوء على مدينة سان فرانسيسكو بوصفها مركزا للثورة الثقافية في الأدب. وبات من الواضح أن المستمعين والقراء قد استشعروا أن كلمات جنسبيرج تمثل انتفاضة ضد قوالب الماضي، وبداية لعصر جديد في الشعر، وفي الثقافة المضادة. وتأثرا بسياق المدينة، أذ جنسبيرج قارئه ومستمعه في رحلة إلى الجانب السفلي الخفي للمجتمع الأمريكي، حيث يوجد مدمنو المخدرات، والمنحرفون، ومن هم بلا هوية، وبائعات الهوى، والمحتالون. فقد كشف البحث عن لغة فجة، وقحة، عارية، ساخرة، ساخطة، منتهكة لكل المحرمات، جاءت لتعبر عن منطق التمرد الثوري لحركة "البيت"، وعن نزعتها الفكرية والروحية. كما صور الشاعر جنسبيرج أيضاً من خلالها عالم المخدرات والجرمية والمرضى النفسيين. ولهذا فإن قصيدة "عواد" تعد صرخة أنين، وحزن وغضب تندد بالحضارة التي حكمتها الآلة والميكنة في الخمسينات، تلك الحضارة التي تقتل الروح وتوأد الجانب العاطفي لدى الجنس البشري. كما أن لغة الشاعر الإباحية الساخطة توحي بأنه قد وجد في لغته الساقطة الترياق، والمعادل الموضوعي للغة الرسمية الدعائية المبررة للانتهاك والدمار. وترسم قصيدة عواء صورة لانهيار المجتمع في مدينة نيويورك وتبرز العوامل التي أسهمت في تدمير الروح الإنسانية كما تصور النفس البشرية المعذبة ولكنها في نهاية الأمر تصل للتصالح بين الروح والجسد من خلال تأليه كل شيء حتى الجسد ورغباته فقد تؤدي في نهاية الأمر إلى خلاص البشرية.
This analytical study was meant to show that the Beat poet Allen Ginsberg (1926-1997) was a poet of the city who was defying all the social and political restrictions the American society underwent. The aim of the study was twofold: First, it illustrated that certain artistic and social factors played a significant role in establishing the urban context for the Beat poets who were the descendant's .of the first or second generation of American immigrants. Cities became a destination for those seeking an artistic, social and sexual lifestyle different from their working class backgrounds. Cities also provided the structural environments that fostered creativity and free expression as well as the urbanization of literature. Furthermore, rebelling against all traditions was associated with travelling, gaining freedom and independence through running away and exploring the world. Secondly, this, paper represented the Beat movement’s experimentation with the English language in a very, revolutionary way by declaring limitless freedom in all written work. This was reflected in Ginsberg’s poem “Howl” (1956), which lamented the loss of natural innocence in the context of the city and was the cause of a famous obscenity trial in 1957. Within the context of the city, Ginsberg explored the ugly face of America represented by drug-addicts, drifters, prostitutes, and swindlers. Ginsberg’s words represented a revolution in poetic diction and presaged a new era in writing poetry. Foul language and slang prevailed throughout the work, as well as graphic descriptions of sex, drug abuse and hallucinatory visions. “Howl” was deemed a howl of anger and disgust against the 1950s mechanistic civilization which killed the spirit of mankind. Finally, Ginsberg believed that body and soul, the spiritual and the physical had to be reconciled within the context of the city.
|