المستخلص: |
هذا البحث يتناول مدي اشتمال مسرحية "تصبحين علي خير يا أماه" –وهي المسرحية التي نالت جائزة "بولترز" الأمريكية عام 1983م –علي بعض من ملامح نظرية "ما بعد الحداثة". وقبل أن يتناول الباحث هذه الملامح التي يمكن تتبعها بشكل واضح في المسرحية، فقد قدم الباحث للقارئ بعضا من تعريفات نظرية "ما بعد الحداثة" لواضعي هذه النظرية. إن بعض الملامح لهذه النظرية تبدو وبشكل واضح في مسرحية "تصبحين علي خير يا أماه"، ومن هذه الملامح: فكرة نهاية العالم، النهلستية (العدمية)، التعددية، خلو المسرحية من الحبكة والشخصية والصراع، انعدام الحقيقة والصورة الثابتة، ألا تكون المسرحية مبنية علي التوجه الأخلاقي، وأخيرا ندرة الوسائل المسرحية. إن كل هذه الملامح السابقة قد تم تناولها وخاصة فكرتي نهاية العالم والنهلستية، ذلك لأن هاتين الفكرتين هما من أهم سمات نظرية ما بعد الحداثة كما حدد ذلك أصحاب النظريات البارزين أمثال "بودريلارد" و "ليندا هاتشيون" و "فردريك جيمسون". إن هاتين السمتين ترتبطان بشكل وثيق بمعظم أحداث المسرحية ذلك لأن بطلة المسرحية وهي جيسي كيتس تعلن عن قرارها الذي لا رجعة فيه أنها مقدمة علي الانتحار وتبذل أمها ثلما كيتس ما في وسعها كي تثنيها عن وضع حد لحياتها إلا أن محاولاتها جميعا تذهب أدراج الرياح. إن مثل هذا القرار الخطير الذي اتخذته جيسي كيتس ما هو إلا دلالة علي الحياة البائسة التي تعيشها جيسي. كما أن الملامح الأخرى تبدو واضحة في مسرحية "تصبحين علي خير يا أماه" فالتعددية علي سبيل المثال تظهر من خلالها العقائد المختلفة متمثلة في في الطريقة التي تقارن فيها جيسي نفسها بالسيد المسيح، كما أن غياب الحبكة التقليدية وكذلك الشخصيات والصراع، كل ذلك يبدو جليا بمعني أن القارئ والمشاهد لا يجد ذلك النوع من التطور في أي منها كما يرون ذلك في الأعمال الفنية التقليدية. إن غياب الحقيقة يمكن ملاحظته جليا في الطريقة التي تتحدث بها ثلما كيتس إلي ابنتها جيسي، كما أن الملامح الأخرى ليست عن ذلك ببعيد، فصورة المسرحية ثابتة؛ بمعني أن المشهد مقصور علي مكان واحد، وأيضا لا توجد دروس أخلاقية تقدمها الكاتبة المسرحية، وأخيرا فإن الوسائل المسرحية نادرة بالفعل؛ بمعني أن المكان لا يتغير. وخلاصة القول فإن المسرحية نورمان تعتبر عملا فنيا نموذجيا لنظرية ما بعد الحداثة، ذلك لأنها تحوي بين دفتيها عددا لا بأس به من سمات نظرية ما بعد الحداثة. إن معظم العلات –إن لم تكن كلها –التي واكبت حقبة ما بعد الحداثة أدت بالبطلة جيسي إلي أن تتخذ قرارها الذي لا رجعة فيه بالانتحار. إن جيسي التي عاشت عددا كبيرا من المشكلات التي لا حل لها قد فقدت هويتها، وعبثا حاولت البحث عن استقلالها، ولما باءت بالفشل في تحقيق هدفها أضحت مثل البطل التراجيدي الذي لم يجد سبيلا لتحقيق هويته سوي بالإقدام علي الانتحار.
This paper is an attempt to explore some of the salient postmodernist features in Marsha Norman’s Pulitzer-Prize play ‘night Mother (1983). Marsha Norman (1947-), is considered a contemporary American playwright who wrote “seven full-length plays, five one-act plays and one novel The Fortune Teller (Mehta 11). This study is intended to show the extent to which the play exemplifies some features of the postmodernist theory. Before embarking on the play’s critical analysis, it is indispensable to refer in passing to the infinite discussion in order to come up with a satisfactory definition of postmodernism. To start with, postmodernism “as a term entered the lexicon with the historian Arnold Toynbee’s A Study of History (1947)" (Dash 236). Postmodernism is also a succession of modernism; yet, it is not and will never be an identical twin of modernism. Linda Hutcheon in her article "The Politics of Postmodernism: Parody and History" observes that “postmodernism does not entirely negate modernism. It cannot. What it does do is interpret it freely"(193). Dash also affirms that “Postmodernism is thus both a continuation and a break from modernism” (237). Linda Hutcheon, on the other hand, points out that the relation between the two is paradoxical since such a relation "marks neither a simple and radical break from it nor a straightforward continuity with it: it is both and neither" (18). The debate regarding a decisive definition of postmodernism seems to be infinite. Even the most prominent theorists of postmodernism such as Baudrillard and Jameson give us "apocalyptic theories" (Zurbrugg The Parameters of Postmodernism 2014 ).
|