المستخلص: |
لم يكن هدف دارسي اللغة يوما يبتعد عن محاولة فهم دلالات الكلام، الذي على الرغم من كل النظريات التي قيلت فيه قديما وحديثا، ظل لغزا يساوي في إبهامه لغز الإنسان نفسه، لكن ما أصبح متعارفا عليه في الأوساط اللغوية أن عوامل متعددة تسهم في خلق دلالة الكلام وفي تحديد مقاصد القائل، ومادام الأمر كذلك فإن مستويات الدلالة اللغوية مختلفة أيضا، وهذا البحث سعى لإثبات أن هناك نوعا من الدلالة تختلف عن الدلالة الأصلية للكلام، بكونها دلالة تتكئ على (المجاز) بمعناه الواسع لتخلق ظلالا دلالية محيطة بالنص، لتكون كل كلمة في التعبير الإبداعي متحركة ضمن مسافتين، مسافة التوصيل ومسافة الإيحاء. وما تفترق فيه (الدلالة الأسلوبية) التي اعتمدناها عن الفنون البلاغية المستعملة في النصوص، أنها تستثمر تلك الفنون استثمارا ممتزجا بقدرة خلاقة للشاعر أو الكاتب تمكنه من إنشاء دلالات تستند إلى واقع اللغة ورصيدها المعجمي، لكنها تحلق بعيدا مداعبة المشاعر والأفكار من وراء حجب اللغة المألوفة
|