المستخلص: |
من الأمور التي يجب أن تبحث بعمق واستمرارية [وحدة الأمة الإسلامية فريضة إيمانية وضرورة اجتماعية] وأسباب انقسام أمة الإسلام إلى أمم متناحرة ، مع أن الله تعالى قد أرسل لها رسولا على خلق عظيم ، وجاء ليتمم مكارم الأخلاق ، وأرسله رحمة للعالمين ، والقرآن الذي أنزل إليه من ربه ، أعطى هذه الأمة صفة الخيرية والوسطية ، لأنها أمة واحدة في الغاية والمنهج ، وقضية الوحدة وعدم التفرق من قضايا الإيمان الأصلية والعقيدة السمحة ، وليست من القضايا الفرعية التي تختلف فيها الأمة حيث فهمها وقدرتها على التطبيق ، فهدف هذه الورقة أن نسجل: [أن اتحاد الأمة واجتماعها فريضة إيمانية من صميم قضايا العقيدة الإسلامية ، وضرورة عصرية تحتمها طبيعة المرحلة ] وأن اختلاف الأمة وتمزقها يدل على ضعف الإيمان بل ربما يدل على زوال الإيمان بالكلية ، وذلك حسب قضية الاختلاف نفسها ، ولهذا فسوف أحاول في هذه الورقة أن ألقي الضوء على : 1 - العوامل الإيمانية المترتبة على اتحاد الأمة 2 - والعوامل التي تنقض الإيمان بتفريق الأمة . 3 - ثم نعرف كلا من الاختلاف وأنواعه وأسبابه ونتائجه 4 - ونبين بإيجاز دور الدعاة المعاصرين في المساهمة بلم شمل الأمة وإقامتها على جادة الحب والتعاون فيما بينها في المتفق عليه ، ليكون عونا على البر والتقوى ، كما أمر الله تعالى في كتابه العزيز ، ويعذر بعضها بعضا فيما اختلفوا فيه . ثم نخرج بخلاصة وفيها بعض النتائج ، والتي نرجو أن تكون لبنة في التجميع لكوادر هذه الأمة البناءة ، ونضيق مسارب الخلاف والشقاق ، حيث نحن اليوم أحوج ما نكون إلى الوحدة والائتلاف ، لأن الأمم من حولنا تتجمع وتتحد وتتحالف ، وهذا سر قوتها وتمكنها في الأرض ، وهم على باطل ، فكيف بأمة كل ما نزل عليه حق ، وكل أهدافها حق ، وكل مقاصدها وغاياتها ووسائلها حق يجمع ولا يفرق .
|