المصدر: | الوعي الإسلامي |
---|---|
الناشر: | وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية |
المؤلف الرئيسي: | قحيف، أمان محمد عبدالمؤمن (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س51, ع585 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الشهر: | مارس |
الصفحات: | 6 - 9 |
رقم MD: | 671825 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تجدر الإشارة إلى أن الإسلام عندما منع العقل من الخوض في المسائل الغيبية فإنه لم يمنعه من ذلك حجرا عليه أو تقليصا من نشاطاته، بل إنه فعل هذا كي يجنب العقل إضاعة الجهد عن طريق الخوض في مسائل لن يتمكن من حسمها أو الوصول فيها إلى كلمة نهائية؛ وليس أدل على صحة ذلك من اختلاف الفلاسفة والمفكرين بعضهم مع بعض عندما تحدثوا في كنه الذات الإلهية، حيث عجزوا جميعا عن الوصول إلى رؤية واحدة متفق عليها أو تصور واحد يقنع كل ذوي العقول والألباب. تعد شريعتنا الإسلامية -ومن بعدها حضارتنا- هي الشريعة الوحيدة التي انتهت إلى أن من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد.. ولا يخفى أنها الشريعة والثقافة الوحيدة التي تكافئ من أخطأ، لأن كل الثقافات تذهب إلى معاقبة من يخطئ أو تكتفي -في أحسن الأحوال- بمنعه من الأجر والمكافأة، الأمر الذي يثبت تمايز ديننا وحضارتنا وثقافتنا عن باقي الشرائع والحضارات والثقافات. وإذا كان الإسلام قد منح العقل كل هذه الحرية في مجال التفكير والإبداع فإنه قد منحه الحق الكامل في التعبير عما يدور في رأسه وخلجات نفسه من رؤى وتصورات، فالعقل يفكر، ويتدبر، ويتأمل ليعبر عن أفكاره ورؤاه وتأملاته ما دام ذلك في مصلحة تنمية حياة الإنسان والارتقاء بها نحو الأفضل، لأن هذا من قبيل الإعمار الذي أمر الله تعالى خلقه به حين قال: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود:61). |
---|