المستخلص: |
شملت سلطنة الفونج مناطق واسعة من مساحة السودان الحالية فامتدت من شمال السودان في منطقة الشلال الثالث حتى جبال فازوغلي جنوباً ومن كردفان غرباً حتى سواكن على البحر الأحمر شرقاً بينما خضعت سواكن عام 1523م للعثمانيين؛ حيث اتبع سلاطين الفونج نظام المشيخات لإدارة مقاطعات السلطنة. وقد لعبت مشيخات الشمال دوراً كبيراً في النواحي السياسية والاقتصادية للسلطنة مستقلة مميزات الإقليم الشمالي الجغرافية وغيرها من ناحية، بالإضافة إلى قربها ومجاورتها للدولة الإسلامية في مصر من ناحية أخرى، ومن أهم المشيخات هي مشيخة العبدلاب الذين تولوا أمر إدارة الإقليم الشمالي. ومع قيام دولة الفونج بدأ انتشار اللغة العربية والثقافة الإسلامية في السودان فأقاموا المساجد والمدارس الدينية خاصة في شمال السودان، ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذا الإقليم كان مركزاً لتحولات ثقافية واجتماعية واقتصادية مختلفة. ومن خلال هذه الورقة نتناول أهمية هذا الإقليم لدولة الفونج في النواحي الثقافية والاقتصادية وأثرها على استمرارية وضعف نفوذ الفونج في ذلك الإقليم.
|