ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







صلح النوبة: قراءة نصية

المصدر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي
الناشر: مجمع الفقه الإسلامي
المؤلف الرئيسي: آدم، محجوب محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع9
محكمة: نعم
الدولة: السودان
التاريخ الميلادي: 2015
الصفحات: 345 - 393
رقم MD: 690155
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

61

حفظ في:
المستخلص: نخلص من هذا كله أن الصلح كان في مصلحة الطرفين، ولهذا كان الالتزام به منهما جميعا عبر قرون طويلة. كما نخلص إلى أن القول بأن الصلح تم نتيجة انتصار المسلمين على النوبة، وحصارهم لعاصمتهم دنقلة وضربها بالمنجنيق؛ لا يستقيم مع هذه الأسباب. كما أنه لو تم للمسلمين ذلك لكان للصلح شأن أخر، وما يتوقع مما يفرضه الغالب على المغلوب عليه عنوة من الشروط، وأقله فرض الجزية. ولو تم انتصار المسلمين على أهل النوبة لذكر أحداث فتح مثل دنقلة جمهور المؤرخين قبل المقريزي. فإنهم ذكروا ما دون ذلك. بل إن النوبيين لما تفرق أمرهم ودكت حصونهم لم يتوقفوا عن دفع الجزية فحسب بل أعلنوا إسلامهم. ونلاحظ فيما أورده المقريزي في كتاب المواعظ والاعتبار ما يأتي: - أن المقريزي توفي سنة 845 هـ أي بعد 814 سنة من المعاهدة (ثمانية قرون). - لم يسند نص الاتفاقية لأي مصدر. فلا يعرف من أين استقى النص، بل هو أول من سجل نص الاتفاقية كاملا. - هو المؤرخ الوحيد الذي أورد أمر المسجد، وإلزام النوبة بحفظه وإسراجه وتكرمته. - والسؤال: كيف نوفق بين هذه الروايات؟ وما الدليل الذي نرجح به ما ذكره المقريزي دون إسناد بعد ثمانية قرون؟! ولماذا غاب أمر هذا النص عن المؤرخين الأوائل؟ علما بأنهم أسندوا ما ذكروه للرواة، وأهم هؤلاء الرواة هو يزيد ابن أبي حبيب (المتوفى سنة 128 هـ) وكان نوبيا أسود. أصله من دنقلة. وكان مفتي أهل مصر في صدر الإسلام وكان حجة حافظا للحديث. والليث بن سعد (ت: 166) وابن أبي لهيعة (ت: 174) ذلك لأن أغلب أخبار الصراع بين النوبة والمسلمين وبنود شروط الصلح بينهما وصلتنا عن طريق هؤلاء الثلاثة خاصة، ونقلها عنهم المؤلفون فيما بعد. - جاء في نص المقريزي أن الاتفاق الذي تم بين المسلمين والنوبة (عهد أمان وهدنة) بينما أكد كل من ابن أبي حبيب وابن أبي لهيعة أن (ليس بينهم وبين النوبة عهد وميثاق) - لا ترد إشارة في نص المقريزي على التزام المسلمين بدفع مؤن غذائية مقابل البقط. وهو أمر ذكره رواة الأخبار النوبية كابن أبي حبيب، وثبت أن هذه المؤن كانت تدفع حتى عهد الخليفة المعتصم. - لم يذكر نص المقريزي اسم المدينة التي بنى فيها المسلمون مسجدهم بفنائها. كما لم يذكر اسم أية مدينة في النص كله. غير أنه فهم من نص أخر للاتفاقية ورد عند المقريزي أنها مدينة دنقلا. وذكر فيه أن المسلمين حاصروا مدينة دنقلا ورموها بالمنجنيق وخربوا كنيستها لكنه لم يشر فيه مطلقا وجود المسجد. وفي ظني أن هذا المسجد بني في عهد الأيوبيين بعد سنة 568 هـ فقد ذكر أن حامية إسلامية مكثت عامين في مدينة إبريم (لا دنقلا) - ونتيجة لما تقدم أرى أن نص المقريزي يحتاج إلى دراسة علمية من قبل مختصين. - يبدو لبعض الباحثين أن نصوص اتفاق سنة 31ه لم تدم طويلا. بل تعرضت لبعض التعديلات. على نحو التعديل الذي تم في عهد الخليفة العباسي المهدي. الذي وافق أن يتم دفع البقط مرة في كل ثلاث سنوات. مع أن المقريزي نسب هذا التعديل للخليفة المعتصم. - كما أرجح أن نص المقريزي عبارة عن مجموعة اتفاقيات بين المسلمين والنوبة، ثم جمعت ودونها المقريزي.