المستخلص: |
هدفت الدراسة إلى تقديم موضوع بعنوان" نقد الفكر العربي (أركون نموذجا)". وبينت الدراسة أن الفكر هو المنظومة التي تعكس حياة المجتمع، وبه تتحدد درجة وعيه وهو الذي يميز حياته بمجموعة من السمات والخصائص، وبالفكر تتمايز المجتمعات والأمم وتتباين، كما تحكمه تجاذبات عدة، فيقترض من بعضها ويقرض، والفكر الإنساني بمجمله يشكل زاداً معرفياً لكل الشعوب والمجتمعات على مر العصور. وذكرت الدراسة أن معظم الباحثين في الفكر العربي أشاروا إلى أن" الظاهرة التوفيقية والوسطية" في المنطقة العربية ظاهرة قوية الجذور في تاريخها وطبيعتها، ولا يمكن المرور بانعكاساتها بشكل عابر، فالجذور التاريخية للتشكل الفكري الحديث يمكن تحديدها في ثلاثة أنماط: النمط الأول: هو نمط يقتصر على استخدام المصطلح الإسلامي، ويتخذ من قيم الإسلام ومبادئه معياره الوحيد في النظر والحكم. النمط الثاني: يشارك السلفية إيمانها بأن القيم الإسلامية هي القيم النهائية الصالحة، دون النظر إلى حركة الفكر التي لم يعطلها الإسلام، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قصور في حركة الفكر. النمط الثالث: يغلب عليه الانجذاب إلى مؤثرات خارجية ذات طابع باطني "عرفاني" سري أو طابع عقلاني وهمي. واختتمت الدراسة موضحة أن الكاتب" أركون" هو الوحيد الذي تناول مثل تلك الدراسات، ولكنها في المجمل تشير إلي قضية واحدة، هي ذلك الجمود في الفكر العربي عبر العصور ، بعد أن بلغت الأمة العربية شأواً كبيراً في الحضارة وغناها، والكاتب أشار إلي المفاصل الدقيقة في المعالجة والتنبه لها من أجل أن يكون الفكر العربي متيقظاً ومحتفزاً وواعياً ومدركاً لتلك الجوانب، كما غيره لدي الشعوب التي تقدمت وسبقته في الحضارة والتقدم، كل ذلك يصب في صالح الفكر الإنساني أولاً، ويعطي للعرب مكانة يستحقونها في بناء الإنسان وإسعاد البشرية. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|