المصدر: | أعمال المؤتمر العلمي الرابع: فلسطين ... واحد وستون عاماً |
---|---|
الناشر: | الجامعة الإسلامية بغزة - كلية الآداب |
المؤلف الرئيسي: | أبو علي، نبيل (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Abu Ali, Nabil |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
فلسطين |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
مكان انعقاد المؤتمر: | فلسطين. غزة |
الهيئة المسؤولة: | الجامعة الإسلامية بغزة. كلية الآداب |
الشهر: | مايو |
الصفحات: | 362 - 387 |
رقم MD: | 691230 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يتناول هذا البحث بالدرس والتحليل رواية من أهم الروايات التي أرخت للنكبات الفلسطينية الثلاث، رواية اهتمت بتصوير أوجه الحياة في المجتمع الفلسطيني إبان حدوث النكبة الأولى، وما ترتب عليها من نتائج وتبعات، ثم تردفها بالنكبة الثانية، وبعدها النكسة التي ما زال الفلسطيني يرزح تحت نيرها. ويقف على أسلوب الكاتب في سرد أحداث روايته، وطريقته في بناء شخصياتها، وأدواته في تصوير نثريات بيئتها المكانية، وما ساد فيها من قيم، وعادات، وموروثات، وكذلك مظاهر الحياة الدينية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية. كذلك أدواته التي اعتمدها في بعث البيئات الزمنية التي شهدت أحداث روايته وحياة أبطالها. وقد توزع الحديث في هذا البحث على خمسة مباحث وخاتمة، مهد في المبحث الأول للرواية وأزمنتها، والأحداث وكيفية وقوعها، والشخصيات وأدوارها، ثم عرف القارئ على الكاتب وعلاقته بمجتمع الرواية. ووقف المبحث الثاني على غاية المؤلف من كتابة هذه الرواية، والأدوات التي اعتمدها لتحقيق هذه الغاية، ثم حاول الكشف عن أهم السمات الموضوعية والفنية التي اتسمت بها. أما المبحث الثالث فكان للإجابة عن مدى نجاح الكاتب في الوصول إلى الغاية التي توخاها من كتابة هذه الرواية. وكشف المبحث الرابع عن مفردات التراث التي وظفها الكاتب في روايته، وأشكال توظيفها، ودلالة التي تنتجها، فوقف على التراث التاريخي، والأهازيج والأغاني الشعبية، والوصفات الشعبية. وتحدث الباحث في المبحث الأخير عن بناء شخصيات الرواية، وحاول الكشف عن العلاقة الجدلية بين نمو الشخصيات وتطور الأحداث، ومدى توفيق الكاتب في الموائمة بين سمات كل شخصية والدور المناط بها. وفي نهاية البحث حاول الباحث أن يبرز أهم الملامح الفنية التي اتسمت بها هذه الرواية. أما قبل: تناولت رواية "خبيزة البحر" أثر نكبات (1) الشعب الفلسطيني الثلاث على أوجه الحياة المختلفة في مجتمع دار الهجرة؛ النكبة الكبرى عام 1948م، وما ترتب عليها من تهجير غالبية الشعب الفلسطيني عن ديارهم في قلب فلسطين، والاستيلاء على ديارهم وأراضيهم. ويصور الكاتب عثمان أبو جحجوح (2) بدايات الحياة في أرض المهجر، وكيف أصبح المهاجرون يقيمون في بيوت من الصفيح، أو أعشاش من الطين بعد أن كانوا يهنئون في أرضهم وبيوتهم الواسعة. كذلك يصور الكاتب حياة الفقر والحرمان التي عاشها المهاجرون، ويصور عاداتهم وتقاليدهم في أفراحهم وأتراحهم، وفي ثنايا ذلك يوثق أهازيجهم وأغانيهم ... ثم يصور أجواء النكبة الثانية، العدوان الثلاثي عام 1956 م، ويصف مآسيها وآثارها على حياة الفلسطينيين في مهجرهم، ويتابع وصف سبل حياتهم، ويبين كيف اشتدت معاناتهم وتعمقت مأساتهم، وكيف أصبحوا يعيشون على ما تقدمه لهم وكالة الغوث من مواد غذائية لا تكاد تسد رمقهم. ويصل الكاتب أخيرا إلى النكبة الثالثة، التي تعارف السياسيون على تسميتها نكسة حزيران 1967 م، التي أوقعت باقي الأراضي الفلسطينية في قبضة الاحتلال الصهيوني، لتشتد معاناة الفلسطينيين، ويزداد حنينهم إلى ديارهم وتمسكهم بتراثهم وهويتهم، وتتصاعد وتيرة تصديهم لممارسات المحتل القمعية ... وتتجلى خبرة الكاتب وتمرسه وهو ينوع تقانات السرد، فبينما يتخذ أسلوب الاسترجاع الذهني للمزج بين أزمنة النكبات الثلاث والمزاوجة بين الأمكنة -عسقلان المسلوبة وتل ريدان دار الهجرة على شاطئ بحر خان يونس -نراه لا يبرح النهج الواقعي وهو يصور حياة الأشخاص والأسر في عزبة الصيادين الرابضة فوق تل ريدان، ويرصد أشكال صمودهم وكيفية تفاعلهم مع الأحداث، ولا يفوته في ثنايا السرد أن يوظف التراث الفلسطيني خاصة، والإسلامي والإنساني عامة ... لقد وظف الكاتب في رواية "خبيزة البحر" تراث البحر الفلسطيني، ووضعنا في لجة مجتمع الصيادين ، لنتعرف على القوانين التي تنظم علاقاتهم، وعادات وتقاليد وطقوس حياتهم، كذلك أطلعنا على نماذج شخصياتهم وأدوارهم الاجتماعية ، وسعى إلى تخليد ما انقرض منها، فالجدة - مثلا - تمثل الحكمة والخبرة ، وهي رمز الوحدة والمحبة ، وشيخ الصيادين هو الحارس الأمين على سلامة المجتمع ، وتعليماته هي القوانين التي تنظم حياة الصادين ، لذلك كان لكل شخصية نكهتهـا الخاصة ودورها المحدد، وهكذا الحال مع ملامح شخصية "مزين البلد" ودلالتها ، وشخصية "المؤذن" وغيرهما من شخصيات الرواية. وبلغة سليمة وأسلوب يشتمل على الكثير من عناصر التشويق يتنقل الكاتب عبر البيئات الزمنية والمكانية بيسر واقتدار ، فمن زمن السرد يرتد إلى زمن حدوث النكبة، ومن زمن النكبة الثالثة ينتقل عبر تقانة من تقانات السرد العديدة التي يحسن استخدامها إلى زمن النكبة الأولى أو الثانية ، فتتشابك الأزمنة لتعمق الدلالة التي يهدف إلى توصيلها للقارئ (3)، ومثل ذلك نلاحظه على تجول الكاتب عبر بيئتين متقابلتين، البرية والبحرية، في مكانين مختلفين، عسقلان المسلوبة، ودار المهجر على شاطئ بحر خان يونس ، ولا ينسى في خضم تلاحق الأحداث أن يعبر عن الأحاسيس والمشاعر التي تسود في البيئتين ، وذلك من خلال وصف دقيق للعلاقات الاجتماعية بين الأفراد والأسر، وتصوير أدق تفاصيل الحياة اليومية في مجتمع القرية الفلسطينية ... |
---|