ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







نظرية النخبة السياسية

المصدر: التقرير الاستراتيجي الثاني عشر الصادر عن مجلة البيان: الربيع العربي - المسار - والمصير
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: مبروك، محمد إبراهيم (مؤلف)
المجلد/العدد: التقرير12
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2015
مكان انعقاد المؤتمر: القاهرة
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان - المركز العربي للدراسات الإنسانية
الصفحات: 13 - 32
رقم MD: 693867
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

212

حفظ في:
المستخلص: لم ترحل القوى الاســتعمارية عن البلاد العربية والإســلامية إلا بعد أن تركت البلاد في يد النخب السياســية الأقرب إليها فكريًّا وحضاريًّا، بعد أن عملت جاهدةً لعقود طويلة على تقوية وتدعيم المعارضة الفاعلة الأنســب إليها، فعلى الرغم من أن مناهضة الاستعمار قامت في الأساس على دوافع دينية جماهيريًّا، إلا أن الأنظمة التي حكمت بعد ذلك قامت على محاكاة الأيديولوجيات الاستعمارية، سواء كانت ليبرالية أم اشتراكية، وتمثل الحالة التونسية "بورقيبة ونخبته ذات التعليم الفرنسي" النموذج الأوضح في ذلك. وقد أحاطت بهذه النخب الحاكمة نخب ثقافية أكثر استغلالاً وانبهارًا بالغرب وتبعية له، وعملت على الترويج لتلــك النخــب الحاكمة وتعميــق القطيعة بينها وبين المــوروث الأيديولوجي للأمة في نفــس الوقت. ويرى بعض الباحثين أن هناك اختلافًا واضحًا بين النخب العربية والنخب التي بنت الحضارة في العالم الغربي؛ «فإذا كانت خبرة الاســتعمار هي الخبرة المشــتركة بين معظم الدول التي تقع في جنوب العالم في آســيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، إلا أن هذه الخبرة الاستعمارية قد ساهمت بشكل أو بآخر في تشكيل النخب الأساسية في هذه الدول، ولذلك فتاريخ ما بعد الاستعمار لا يمكن انفصاله عن تاريخ الاستعمار ذاته.» وبينما كانت الأنظمة الحاكمة في مرحلة ما بعد الاســتعمار يســيطر عليها في الأســاس النخب العســكرية، بالإضافة إلى أصحاب المصالح من النخب الثقافية المتغربة؛ فإنه بعد مرور عدة عقود عمد الحكام المتتابعون إلى صناعة نخب سياسية جديدة تكون الأنسب إليهم ،وغالبًا ما تمثلت في رجال الحزب الحاكم، والنخب الرأسمالية اللصيقة به، والمسطحين والمتسلقين من رجال الثقافة والإعلام. اســتمر الصــراع القائم في عالمنا العربي والإســلامي منــذ قرنين من الزمان بين مرجعيــة الدين والعلمانية، وهــو الصــراع الــذي انتقــل إلينا من العالــم الغربي في مرحلة الاســتعمار، بعد أن حُســم لديه إلــى حد كبير لصالح العلمانية، وليســت الانتفاضات أو الثورات أو الهبّات- سمّها ما شئت- الشعبية بسبب المشاكل الحياتية ،والاســتبداد السياســي والاقتصادي ســوى عود ثقاب ســريعًا ما يشــعل ذلك الصراع الكامن خلف المراوغات السياســية والتأويلات والتمويهات الفكرية المصاحبة تحت وطأة القهر السياســي، فــإذا بالنخب التي اجتمعت على مواجهة الاستبداد سريعًا ما تؤوب إلى أيديولوجياتها بعد تنحيته، لينشب الصراع الأيديولوجي من جديد، والذي يســاعد تفكك الأطر المحيطة على احتدامه وتأججه أكثر مما كان عليه من قبل، ويصنع بذلك الظروف المهيــأة لتعاظــم القوى القديمة مــرة أخرى، ليؤول الموقف إلــى أحد طريقين: التنــازلات الأيديولوجية والثورية لصالح القوى القديمة حتى تؤول الثورة إلى مشــروع إصلاحي طويل النهج "النموذج" التونســي، أو الاستقطاب الصدامي المتشــدد بين أكبر قوتين منظمتين: القوى العســكرية "التي ســريعًا ما تنضم إليها النخب العلمانية" والقوى الإسلامية الحركية.