المستخلص: |
لم يكن مبدأ النفعية في الجغرافيا قد سيطر بعد على الدراسات الجغرافية، وإنما كان من الممكن أن يكون العلم للعلم. ثم بدأت في النصف الثاني من القرن العشرين سيطرة المبادئ الاقتصادية. وأن كل علم لا بد أن تكون له فائدة مادية تعود على المجتمع بالنفع. وهنا بدأت الدراسات الجغرافية تأخذ هذا الاتجاه فيما عرف بالجغرافيا التطبيقية حتى عن بعض الدارسين قد تعجل الأمور وانسلخ عن الجغرافيا تحت مسميات جديدة أكثر بريقا مثل التخطيط أو دراسات البيئة، غير أن مناهج الجغرافيا في الجامعات وخاصة العربية لم تواكب تماما هذا الاتجاه الحديث، كما أنها لم تؤكد على تخديم الجغرافيا لإظهار الوحدة العربية فظلت أغلب المقررات عامة أو نظرية. وزاد على هذا أن طرق تدريس الجغرافيا في الجامعات ركزت على إعداد الطالب لمهنة التدريس في التعليم العام فسادت مسميات مثل جغرافية المناخ أو الجغرافيا البشرية والجغرافيا الطبيعية والجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا السياسية أو مقررات إقليمية مثل جغرافية أوربا أو أفريقيا أو آسيا إلى آخره. كما أن تدريس الجغرافيا اقتصر أغلبه على قاعة المحاضرات والقليل منه على الحقل. وإذا كان للجغرافيا دور في خدمة المجتمع فلا بد أن يدرس طالب الجغرافيا مقررات متخصصة عن استخدام الأرض والتخطيط والبيئة وأن تكون أغلب دراساته في الحقل وأن توفر الوسائل المادية لتحقيق ذلك على أن تقلل أعداد الطلاب داخل أقسام الجغرافيا. كذلك لا بد أن يدرس طالب الجغرافيا الوسائل الحديثة في البحث، وأن يمزج بين الجغرافيا والعلوم المعاونة مثل النبات والجيولوجيا والاقتصاد.
At its early phase, modem geography was studied as a source of knowledge only. In the second half of the twentieth century geography was regarded, like other disciplines, as a subject field that should be of some practical and societal use. Applied geography came then into being giving rise to new sub disciplines such as planning and ecology. Geography departments in Egyptian universities, however, have not followed suit, nor worked in the service of Arab unity. As a result, pedagogic-oriented courses as well as courses studying the geography of Europe or Asia form the main bulk of curricula at university level. By including practical courses in our curricula, particularly those that rest on field work, the current imbalance can be redressed and geography students can be better equipped to serve their society.
|