| المستخلص: |
تتناول هذه الورقة التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا بالتركيز على النموذج الأثيوبي وأثره على دول حوض النيل الشرقي وهى دول السودان ومصر وجنوب السودان واريتريا بالإضافة إلى أثيوبيا نفسها. لم يكن لإسرائيل ويهوديتها وجود تاريخي واضح في قارة إفريقيا، لأن هذه القارة كانت بها فقط الديانتان الإسلامية والمسيحية، أما الوجود اليهودي فقد كان ضعيفاً ومحدوداً جداً وقد ارتبط شأنه شأن المسيحية بالاستعمار الأوربي الذي جاء إلى إفريقيا إبان حركة الكشوف الجغرافية، غير أنه وانطلاقاً من أهمية القارة الإفريقية بالنسبة للحركة الصهيونية، وذلك قبل قيام دول إسرائيل نفسها في عام 1948م في الأراضي العربية الفلسطينية، ذلك أنه عند ظهور الحركة الصهيونية في أواخر القرن الثامن عشر وقبل انعقاد مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897، كان هناك اقتراح بإقامة دولة يهودية في أوغندا مع وجود خيارين آخرين هما فلسطين والأرجنتين لكن بعد ذلك تم استبعاد الأرجنتين أوغندا ووقع الاختيار على فلسطين لأنهم يرون فيها مهد الديانة اليهودية كما يزعمون. وقبل قيام دولة إسرائيل كانت أوغندا من أولى الدول الإفريقية التي ترتبط بعلاقات مع اليهود وذلك منذ العام 1903م والسبب في ذلك واضح لأنها كانت مرشحة بأن تكون وطناً قومياً لليهود، أما بعد قيام دولة إسرائيل فقد كانت الدولة الإفريقية الأولى التي اعترفت بها هي ليبيريا وقد عقدت مع إسرائيل معاهدة صداقة وتعاون، أما أثيوبيا فقد كانت هي الدولة الإفريقية الثانية التي تنظم علاقات مع إسرائيل، على الرغم من أنها امتنعت عن التصويت على قرار التقسيم في 1947م، ويبدو أن هذا الموقف لإرضاء الدول العربية الرافضة إسرائيل. تهدف هذه الورقة لبيان التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا عموماً وأثيوبيا على وجه الخصوص وأثر هذا الوجود على أثيوبيا وعلى دول حوض النيل الشرقي الأخرى والتي تمثلها مصر والسودان وجنوب السودان واريتريا ، مع ملاحظة أن إسرائيل تربطها علاقات مع كل دول حوض النيل الشرقي عدا السودان ، وذلك بصور وأشكال مختلفة، فما هو انعكاس هذا الوجود على الاستقرار السياسي والاقتصادي في هذه الدول؟، وكيف يمكن النظر إلى مستقبل العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية والتعامل معه. تستخدم هذه الورقة المنهج التاريخي من خلال إتباع الوقائع والأحداث التي أدت إلى التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا عبر المراحل التاريخية وبالتركيز على إثيوبيا التي تمثل وجوداً واضحاً ومؤثراً في منظومة دول حوض النيل الشرقي والتي ربما هي المدخل الملائم لوجود إسرائيلي أكثر كثافة في دولة جنوب السودان. وتخلص الورقة إلى جملة من النتائج والتوصيات والتي تحاول عبرها تلمس الوسائل والطرق التي يمكن من خلالها محاصرة النفوذ الإسرائيلي في دول حوض النيل الشرقي ، والذي لا يمكن أن يتم إلا بتعاون هذه الدول مع بعضها البعض لأن التدخل الأجنبي عموماً والإسرائيلي خصوصاً مبنى على أساس الخصومة والصراع بين هذه الدول (سياسة فرق تسد). تتناول هذه الورقة التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا بالتركيز على إثيوبيا وأثره على دول حوض النيل الشرقي عبر المحاور التالية :- أولاً : ظهور الفكر الصهيوني ودواعي التوجه الإسرائيلي إلى قارة إفريقيا دون سواها من قارات العالم. ثانياً: أثيوبيا: ويتناول الوصف الجغرافي والمناخي والتطورات التاريخية والسياسية وملامحها الاقتصادية وعلاقتها الخارجية. ثالثاً : دوافع تركيز إسرائيل على أثيوبيا على الرغم من أن أثيوبيا تعانى من مشكلة عدم وجود منفذ بحري وفى ظل ظروف أن إسرائيل لها علاقات جيدة مع اريتريا التي منعت أثيوبيا من المنفذ البحري. رابعاً : أثر الوجود الإسرائيلي في أثيوبيا على دول حوض النيل الشرقي وكيف استخدمت إسرائيل هذا الوجود في إدارة علاقتها مع دول حوض النيل الشرقي. خامساً : مستقبل علاقات إسرائيل مع أثيوبيا ومع دول حوض النيل الشرقي وكيف يمكن لهذه الدول تجاوز الحصار الإسرائيلي المفروض عليها.
Israel infiltration in Africa and its impact on Eastern Nile – Basin countries Contrary to Christianity and Islam, Judaism had no definite and explicit presence in the African continent before the era of geographical discoveries and the European colonization. The emergence of the Zionist movement during The Late decades of The 18th century was accompanied by the search for a suitable national homeland for The Jews in Uganda Palestine or Argentina. In fact this search started even before The convening of Basil conference 1857 . The rise of an Israeli state in 1948 at The heart of an Arab dominated hostile region necessitated Israel to strengthen its ties with The African continent. Lt deserve noting. That Ethiopia, though Abstained to vote for The U.N resolution of dividing Palestine in 1947, was The second African country, after Liberia, to establish friendship and diplomatic relations with The newly born state . However, the main objectives of this paper can be summarized as follows, to investigate the motives behind The Israeli oriented policy towards Africa, to define the roots underlying Israeli-Ethiopian venations, to trace the impact of Israeli presence in Ethiopia on The eastern Nin –basin countries, to detect The future of Israeli –Ethiopian bilateral relations. \
|
