| المستخلص: |
كانت جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع البغدادي خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين التاسع والعاشر الميلاديين صورة من صور الاحتجاج الشعبي على السلطة الحاكمة التي انشغلت بمصالحها وصراعاتها عن القيام بدورها تجاه رعيتها، الأمر الذي دفع جماهير بغداد للانضواء تحت لواء هذه الجماعات للدفاع عن مصالحها، خاصة وأن هذه الجماعات كانت على درجة كبيرة من التنظيم والوعي، مما زاد من قوتها وقدرتها على مواجهة الدولة. بلغت هذه الدماعات أوج قوتها وتأثيرها مع تولى الحنابلة لزمام قيادتها، واستغلال رؤسائهم لمكانتهم الدينية، وهيبتهم الاجتماعية في حشد أعداد هائلة من أفراد المجتمع تحت لوائهم، مما زاد من ثقلهم وخطورتهم في المجتمع. تقوم هذه الدراسة بتسليط الضوء على الظروف التاريخية التي ساعدت على ظهور هذه الجماعات وتكوينها، وأشهر زعمائها، وأهم تنظيماتها، والوسائل التي اتخذتها لحشد الجماهير تحت لوائها، وتأثيرها في المجتمع البغدادي وعلاقتها بالسلطة الحاكمة، وموقف الدولة منها.
The Promotion of Virtue and Prevention of Vice groups in Baghdad in the third and fourth Hijri centuries emerged as a form of popular protest against the ruling power, too preoccupied with its own interests and struggle to shoulder their responsibilities towards their people. This prompted Baghdadis to follow them, who were fascinated with their high degree of organization which made them almost equal to the state. These groups reached the height of their power and influence when the Hanbalites came to the lead, exploiting their religious status, and social prestige in mobilizing many supporters which gave them more power but endangered the society. This study highlights the historical conditions that contributed to the emergence of these groups, their internal organization, prominent leaders, and the means they employed to mobilize the masses and the impact of that on the community and the ruling authority.
|
