ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







بين توازن الداخل وتثوير الخارج: المسرح فعل اجتماعي مؤجل ؟

المصدر: الطريق
الناشر: أنطوان تابت
المؤلف الرئيسي: مصطفى، مشهور (مؤلف)
المجلد/العدد: مج74, ع13
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2015
الشهر: ربيع
الصفحات: 130 - 143
رقم MD: 717265
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: في التظاهرات الصاخبة في الشارع، نرفع قبضاتنا مهددين بالضرب، كناية عن ضرب العدو أو الخصم ولكمه. نصرخ بملء حناجرنا وبكلام محمل بالفعل كما في التمثيل المسرحي، لكنه ليس بفعل. في المعتقدات القديمة لدى بعض القبائل والتي لا يزال بعضها سائداً حتى اليوم، يقوم الرجال يزرع شوكة قندول في ثمرة أو غرزها في عين دمية وكأنهم يقومون بفقأ عين العدو. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه في الشارع لم يجر ضرب السلطة بقبضاتنا جدياً وفعلياً، وفي القبيلة لم نفقأ فعلياً عين العدو. لقد كانت جدتي، عندما تغير طائرات العدو الإسرائيلي على لبنان ترفع يديها نحو السماء وترجو الله أن يخسف الأرض فيهم، وتدعوه لأن يقبل دعاءها بأن يسقط طائراته، لكن يا جدتي إسقاط الطائرة يكون بصاروخ وليس بكلمة دعاء. إن العجز عن إتيان الفعل الواقعي يجعلنا نضطلع به بالخصائص الرمزية. وأن صعوبة تجاوز الحاضر الواقعي يضاعف من حيوية الصور والرموز، وهذا يطابق الأعمال الفنية والنصوص المسرحية زمن تشديد الرقابة لدي السلطات. وأقول مجدداً ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن المسرح يحصد نتائج عكسية. إنه وهو يمثل الفعل يوهم نفسه أنه يقوم به ويحققه. إن خورة هذا الأمر على المستوي النفسي تمكن في تحول الفن أحياناً إلى مكان للتنفيس والتفريغ. والأخطر من ذلك أن نكتفي بهذا القدر من الفعل فنوهم أنفسنا بأننا قد حققنا مبتغانا وأننا قد أدينا قسطنا للعلي.

عناصر مشابهة