ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







لغة التعليم العالي : العربية أم الأجنبية

المصدر: المستقبل العربى
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
المؤلف الرئيسي: العباس، عبدالحي (مؤلف)
المجلد/العدد: مج32, ع369
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 132 - 140
ISSN: 1024-9834
رقم MD: 722100
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

29

حفظ في:
المستخلص: إن حجة القائلين بالتدريس بالإنكليزية هي القبول بواقع تهيمن فيه هذه اللغة، ولا فائدة من المكابرة، والمصلحة تقضي بالاعتراف بها وركوب الموجة بدلا من مجابهتها، ومصلحة الطالب تقتضي التدريس بالإنكليزية لمتابعة العلم والاستفادة من المصادر بأنواعها من كتب ومجلات ومواقع إلكترونية ومؤتمرات، كما سييسر له الحصول على عمل بعد تخرجه. الآخرون يقولون إن التدريس بالعربية يعطي مردودا أفضل للدرس، ويستعمل الكفاءات بمختلف مصادرها اللغوية، واللغة العربية قادرة عدى استيعاب العلوم بشهادة تاريخها، والتدريس بها يحفظها ويمكنها، الأمر البالغ الأهمية لحفظ وحدة هذه الأمة ورفع مكانتها العالمية، بدليل الاهتمام الواضح للدول المختلفة بتمكين لغاتها ومحاولة نشرها ولتدريسها التعليم العالي بلغاتها وليس بالإنكليزية. ترى، هل يمكن الجمع بين هذه الفوائد المتعددة التي تبدو لأول وهلة متناقصة؟ هل يمكن أن تكون لغة التدريس هي العربية مع تأكيد متعمد ومدروس للغة الإنكليزية يؤخذ على محمل الجد منذ الدراسة الأولى للطالب ويمتد حتى نهاية المرحلة الجامعية؟ هل من المفيد أن نبحث بشكل موضوعي عما فعلته بقية الأمم لتلافي هذا التناقض وهو يشملها كما يشمل الأمة العربية؟ وربما كانت الأمة العربية أكثر قدرة على التحرك من معظم هذه الأمم بحكم حجمها وثرواتها وتاريخها. اللغة العربية هي روح الأمة وهي أمانة في أعناق المثقفين، وهي تمر بمرحلة صعبة، تتعرض فيها لسهام مسمومة، وتقف صامدة تنتظر نصرة أهلها الذين تدافع عن وجودهم ووحدتهم، ولا يجوز لنا أن نقف متفرجين لامبالين، نشاهد أمام أعيننا محاولة اقتلاع أهم جذور بقاء وحدتنا. الحفاظ على اللغة العربية وتمكينها ربما كان العلاج الوحيد المتبقي في جعبتنا لشفاء هذه الأمة من الأمراض المزمنة والضربات المتكررة التي تتعرض لها، وعلى أبنائها البررة أن يضحوا لتقديم هذا العلاج إن أرادوا أن يكتب لهذه الأمة البقاء، إن قصرنا بذلك فبئس الأجيال العاقة نحن، وستدفع الأجيال المقبلة ثمنا غاليا لتقصيرنا.

ISSN: 1024-9834