المصدر: | المستقبل العربى |
---|---|
الناشر: | مركز دراسات الوحدة العربية |
المؤلف الرئيسي: | ضاهر، مسعود عبدالله (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج32, ع370 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
لبنان |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | ديسمبر |
الصفحات: | 165 - 169 |
ISSN: |
1024-9834 |
رقم MD: | 722357 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن الحصري كان موسوعي الثقافة. درس حيداً التأثير السلبي لسيطرة الدين على أوروبا، في العصور الوسطى. وتبلورت لدية حقيقة الصلة بين التطور العلمي من جهة والتراجع الديني من جهة أخرى؛ فأعلن انحيازه التام إلى التفكير العلمي، ودعا إلى فصل الدين عن السياسة. كان علمانياً صارماً في مواقفه، لأن السياسة شيء، والديانة شيء آخر. ولا يمكن إقامة السياسة على الدين بصورة من الصور. فوحدة اللغة هي الأساس الذي تقوم عليه الجنسية. واللغة أشد ثباتا وأكثر دواماً من الدين. وتأثير رابطة اللغة أقوى من تأثير الرابطة الدينية التي عجزت دوماً عن بناء الوحدة السياسية. فلم تمنع وحدة الدين من نشوب الخصومات والحروب بين الدول والشعوب التي تدين بدين واحد. ولم يحل اختلاف الدين دون تحالف بعض الدول، واشتراكها في حروب ضد عدو مشترك. ولم تقم سياسة الدول أبداً على أساس العلاقات الدينية، بل على أساس المصالح. ولم تتبع العلاقات السياسية بالضرورة العلاقات الدينية، بل كثيراً ما كانت تسير في الاتجاه المعاكس لها. وأدرك الحصري، وغيره من المفكرين النهضويين العرب، من ذوي الميول العلمانية، أن علاقة الأديان بالقوميات هي من المسائل المعقدة جداً، التي تحتاج إلى أبحاث معمقة. فالأديان ليست مقتصرة على شعوب أو قوميات محددة بل مفتوحة أمام جميع الشعوب والقوميات. وبسبب عالميتها وانفتاحها تميل الأديان إلى إيجاد رابطة أعم من رابطتي اللغة والتاريخ، وهما العاملان الأساسيان في بناء القومية. ولاحظ أن الأديان لم تنجح في توحيد القوميات، حتى في ذروة سيطرتها وانتشارها. لكن الدين إذا اتحد مع لغة من اللغات قوى جذور تلك اللغة وحافظ على كيانها أكثر من جميع العوامل الاجتماعية الأخرى. فانتشرت اللغة اللاتينية بانتشار الدين المسيحي، واللغة العربية بانتشار الإسلام. إلا أنه أكد أن تأثير الدين في اللغة بقي ثانوياً في مجال تكوين القومية قياساً بتأثير اللغة والتاريخ. وشدد على أن الحضارة العربية بعد الإسلام لم تكن دينية بحتة بل غنية ومتنوعة. وبالتالي، فتصورها على أنها دينية، إنما هو من قبيل الجهل، لأن فيها الكثير من العناصر والمظاهر التي لا تمت إلى الدين بأية صلة. والحضارة المنشودة لبناء نهضة عربية جديدة سوف تكون حضارة عربية، لا دينية، بل مدنية علمانية. ويتطلب قيامها تضافر جهود المسلمين والمسيحيين العرب كافة، ولا تبنى إلا على أسس عقلانية وعلمانية، أسهب الحصري في تحليل أبعادها وآفاقها المستقبلية. |
---|---|
ISSN: |
1024-9834 |