المستخلص: |
تعكس "الحرب على الإرهاب " التي تشنها إدارة بوش فشلا رئيسا في القيادة وتجعل الأمريكيين أكثر تعرضا، وليس أكثر أمنا. لقد اختارت الإدارة طريقا لمكافحة الإرهاب أضعف المؤسسات المتعددة الأطراف وزعزع الإرادة الدولية . لم تخفق إدارة بوش في دعم إعادة إعمار فعالة في أفغانستان فحسب ، بل إن حربه على العراق واحتلاله جعلت الولايات المتحدة أكثر تعرضا وفتح جبهة جديدة وأداة تجنيد للإرهابيين ، بينما كانت المصادر تحول عن جهود الأمن الجوهرية في الداخل . وها هي مقاربة واشنطن إلى الأمن الداخلي تخفق في معالجة نقاط الضعف الرئيسة وتقوض الحريات المدنية وتسيء توجيه المصادر. لقد اتخذت الإدارة بعض خطوات ناجحة لمواجهة الإرهاب ، مثل تحسين أمن خطوط الطيران وأمن الحدود، ومداهمة جزئية لمصادر تمويل الإرهاب ، وتحسين التعاون الدولي في المشاركة في معلومات المخابرات ، والقبض على العديد من شخصيات القاعدة على مستوى عال، ومنع وقوع عدد من الهجمات التي كانت مخططة . ولكن هذه النجاحات تطغى عليها خيارات سياسية جعلت المواطنين الأمريكيين كثر تعرضا للهجمات ، وليس أقل . فلقد قوض البيت الأبيض برئاسة بوش القيم ذاتها التي يدعي الدفاع عنها في الداخل والخارج – قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ؛ وتتعرض صدقية واشنطن وجهودها لمكافحة الإرهاب على السواء للعراقيل حينما تساعد نظما قمعية . وعلاوة على هذا، فان الإدارة قد أضعفت الإطار القانوني الدولي الضروري لخلق جهد دولي لمواجهة الإرهاب ، وقد فشلت في تناول السياق السياسي - الدول المنهارة ونظم الحكم القمعية - الأمر الذي يمكن للإرهاب ويسهله.
|